خربشة بسيطة 2

دمعة
تساقطت دموعها كحجر امرؤ القيس في القصيدة بغزارة على ضفاف بحيرة .وبيدها حصى تلقي بها على سطح الماء لتغيب بين دوائر متموجة صورة الوجه الملائكي البريئ.تجلس القرفصاء لتلتقط حصى أخرى لتمارس لعبتها الدائرية ,والوشل يعتم جفونا أسقمها أرق وسهاد .
لازالت تحس, وتسمع زفرات ,وتشم خليط العرق بالتراب ,وهي كريشة بيضاء بين غيبوبة اليقظة و كابوس طويل , بين أمواج خضم تعلو إلى السماء وتهوى بين ذراعيه القويتين , تفتح عينيها الغارقتين في البحر وتغمضها لتسبح فيه , تتقاذفها رغبات وجه اسمر وجسم عنيف وقوي لترمي بها إلى شاطئ مهجور حيث تغوص في سبات طويل .تستيقظ على طنين ذباب ولفحة شمس وفستانها الممزق وذراعها العاري وقدميها النحيلتين .تستجمع قواها لتقف وتسير متثاقلة في اتجاه بيتها ,تسير وتسير والشرود يعم صمته المكان .والرهبة والرعشة _كابوس_ بين رجليها كسلاسل حديدية .تدخل لترتمي فوق سريرها, تضع خدها على الوسادة ,لترسم خصلات شعرها غصون شجرة مبتورة الجذور ,تتلوى يمينا و يسارا ,ثم تقوم لتجلس, فتجد أوراق وردة حمراء منثورة على فستانها الأبيض .لتقول لقد عبث بوردتي ,لقد كسر برعم حياثي, فتتساقط دموعها ...كحجر امرؤ القيس في القصيدة................

[i]لك كامل الحرية سيدتي ان تختاري
اختاري كل شيء , المهم ان تدركي ان المرأة كيان وجداني ملغم في مختمعاتنا الشرقية تحت تاتير التفكير الذكوري .وعندما تنتصر لغة القوة الجسدية لتفجير لغم الشرف تفقد الوردة اريجها وعطرها وتصبح في سلة النسيان والاقصاء والتهميش ........... لك سيدتي ان تقرئي كل صنوف التاويلات ان تسبحي بمخيلتك في كل الاتجاهات انت حرة سيدتي ............... اسبحي في بحر الخيال واياك انت تسبحي في بحر الدموع ...........

السلام عليكم: رائع اخ مرتاح, انت كاتب رائع بحق. " فتجد أوراق وردة حمراء منثورة على فستانها الأبيض .لتقول لقد عبث بوردتي ,لقد كسر برعم حياثي, فتتساقط دموعها ...كحجر امرؤ القيس في القصيدة................" تملك قدرة على الترميز قدرة هائلة لا يمكن الا ان تكون ناشئة من ذكاء ومن روح لها ذراع طويلة ... ذراعٌ إن مسكت كتاباً في علم الاجتماع أو لامست عرفاً من الاعراف وتقليدا من التقاليد لحولته ذراح روحك الى قصيدة. شكرا لك

تحياتي مرتاح
قرات كلامك فخيل لي كاني ارى احد افلام اليا كازان او فدريكو فلليني
صورة سينمائية درامية رائعة جدا بقوة الكلمات و الصور و الدلالات ...
انتظر منك المزيد
مودتي لا تنتهي

شكرا لمروركم


تحية لكل من مر على خربشات هي في الحقيقة مشهد بسيط قد يتكرر مع الايام ومع السنين الف شكر لكل من وقع على هذه الخربشات البسيطة من خلال الغوص فيها



مرتاح

العزيز الغالي مرتاح

نص رائع للغاية، أجمل شيء أن تقرأ شيئا يعجبك وأنت بالكاد تصحو من النوم، بلغة شعرية رمزية، استطعت ان تلخص قصة الفتاة الشرقية مع تقاليدها، تلك القتاة التي تحمل وردة وتسير، ,اثناء عبورها تتعرض أحيانا لتشوهات الورد واشواكه، فتكون نهاية لبداية جديدة، وما جذبني أكثر في النص هو ذاط التقاطع بين القصة ودموع فاطمة امرئ القيس قي المعلقة، إنه تقاطع جميل,,,,, دمت جميلا يا مرتاح