التدخين والمخدرات سبب الفشل الدراسي والانحراف

من طرف **Notre Ville** الأحد 8 يونيو - 14:20

ذكر عبد الرحمان ديدوح، طبيب اختصاصي في الأمراض النفسية والعقلية، أن انتشار التدخين والمخدرات بين الشباب يرجع لتضافر عوامل متعددة تتعلق بالبنية النفسية، والأسرة والمحيط الذي يعيش فيه.




	عبد الرحمان ديدوح

ويعتبر الظاهرة من بين الأسباب التي تؤدي للفشل الدراسي والانحراف بين هذه الشريحة الاجتماعية.

وأوضح الاختصاصي في تصريح لـ »المغربية« تزامن عدة عوامل في مرحلة معينة من الدوافع التي تجعل الشباب يلجأون للتدخين وللمخدرات، إذ اعتبر التكوين النفسي للشاب سبب من الأسباب التي تؤهله للتدخين، إضافة إلى وجود المدخنين حوله، داخل الأسرة والأصدقاء في الشارع وفي المدرسة.

يحاول الشاب، وخاصة المراهق، تقليد الأشخاص الذي يثيرون إعجابه عبر طريقة لباسهم وتصرفهم، وهذه الظاهرة تنتشر بشكل واسع لتشمل الأطفال الذين لم يتجاوزوا 9 سنوات
ورأى ضرورة وجود دراسات بداغوجية وبسيكولوجية، تساهم في مراقبة الأطفال.
والمراهقين المؤهلين للتدخين أو المخدرات، تساعدهم على تجاوز المرحلة، منذ التجربة الأولى، باعتبارها مهمة في تحديد الاستمرار أو الانصراف عنها، لان الاحتكاك، وتوفر المادة يرفع من خطورة الإدمان في غياب اهتمام ومراقبة الآباء للأبناء.

وركز على أن التكوين النفسي وضعف الشخصية يساهمان في تأهيل الشاب للتدخين في سن مبكرة، إذا تزامنا مع عوامل نفسية واجتماعية معينة، تخلق لديه نوعا من الهروب إلى الشارع، حيث يتوفر ويتنوع العرض.

ولاحظ أن المخدرات في الوسط المدرسي ظاهرة عالمية، تساهم في انتشارها وفرة المواد وتنوعها، رغم وضع وتنسيق البرامج التي تسعى لمحاربتها، عن طريق نقص العرض على الصعيد العالمي، الذي توفره »تجارة الموت«، وأشار إلى أن الأشخاص الذين ينشطون في الميدان وجدوا في المدارس أسواقا واسعة تساهم في ترويج المواد التي تدر أرباحا طائلة.

وأفاد أن تجار المخدرات يتربصون بالمدارس والإعداديات لترويج بضاعتهم، إذ وجدوا في المراهقة سنا ملائما يساهم في الرفع من الزبائن، الذين غالبا ما يعجزون عن اقتناء المواد بسبب ارتفاع الأسعار، فيعملون دور الوسيط المروج للمادة بين التاجر والزبون الجديد مقابل الحصول على المنتوج بطريقة مجانية.

وتتطور العلاقة في المدارس بين المروجين والتجار، لتنتشر لاستقطاب عدد أكبر عدد من المدمنين.

وأشار الطبيب النفساني، إلى أن وجود استراتيجية وطنية تعمل على الحد من الظاهرة، وتحارب الترويج على الصعيد الوطني والدولي، عبر رجال الأمن والجمارك، يرجع إلى الانفتاح الذي يمتيز به المغرب على باقي الدول الخارجية، إذ يحول ذلك دون القضاء بشكل جدري على ترويج هذه البضاعة.

وأوضح الاختصاصي أن الدراسات الميدانية التي أنجزها الباحثون الاجتماعيون والنفسانيون، أثبتت أن أحسن الوسائل للحد من الظاهرة هي وضع برامج تربوية وبيداغوجية، تهيئ الطفل والشاب لرفض المادة.

وتوخى أن يساهم المحيط المدرسي في خلق البرامج التحسيسية عبر التنسيق بين جمعيات الآباء والعاملين في هيئة التدريس، لمحاربة الظاهرة0

وذكر الطبيب النفساني، أن للتدخين والمخدرات عواقب مباشرة على الصحة البدنية خاصة القلب و الشرايين، الجهاز التنفسي، والصحة النفسية والعقلية، إذ تساهم في الانهيار العصبي، الذي يؤدي إلى تفشي ظواهر اجتماعية، تتعلق بالانحراف، والإجرام.

وأوضح عبد الرحمان ديدوح أن المخدرات، تجعل المدمن يلجأ للسرقة من أجل الحصول على المال لاقتناء المادة، ثم لجرائم أخرى لتلبية الرغبات المتزايدة.

كما اعتبره سببا من أسباب التخلي عن العمل، والتفكك الأسري، والتشرد بالنسبة إلى الشباب الذي يسبب في ارتكاب جرائم تؤدي أحيانا إلى السجن.

كما اعتبر الإدمان الباب المؤدي إلى الفشل المدرسي، الذي يبدأ من الغياب المتكرر، والرسوب ثم الهدر المدرسي، والتسكع في الشوارع، خاصة في المراقبة الأسرية .