خربشة بسيطة14

من طرف مرتاح الأربعاء 14 مايو - 20:59

حبست أنفاسها وتجمدت في مكانها ، خرجت من حيز المكان والزمان ، وطارت إلى عالم بعيد وفي نفق اسود ، تهوي بسرعة الضوء ، تغمض عينيها وتسقط على الأرض كقطعة ثلج وتتفتت أشلاء ، توقف الزمان وضاق المكان . العالم من حولها ضوضاء وصراخ وعويل ودموع ومواساة وحسرة وأسف ، يحملونها إلى زاوية بعيدة و الأشلاء متناثرة في كل الأمكنة ، يرتبون المكان ، يتكلمون إليها ، يهمسون بلطف على رأسها ، ويمسكون يدها لانتزاعها منه ويتناوبون لوداعها ، ربما تسمع وربما لا ، ربما ترى وربما لا الله اعلم .... يضع يده على وجنتيها ليتحسس شيئا والوجه كقطعة ثلج ، والجفون منسدلة كستار آخر المسرحية ، يكلمها ويعاتبها على البعاد والرحيل ، وتسقط دمعة عصية على جبينها وترسل كلمة سامحيني ، لما تركتني والدمع ينهمر ، لما غادرتين ؟من سيقول لي اعتني بنفسك ؟ الله يرضي عليك ، من يزرع الأمل في وجودي بنضرة منك؟من يقطف زرع صيفي ؟ ومن يخاف علي من عواصف خريف وبرد شتاء؟والدمع ينهمر على جبينها ... لمن انحني صباح كل عيد؟ والدمع كسيل جارف يفيض على الخدين .... يسير الموكب و الأصوات دموع ، ويقف الموكب للتحرك إلى الرمس الأخير ، لتعانق حبات تراب ولتسكن ظلمة بعيدة ووحيدة في صمت ابدي .لتترك سنوات وسنوات و فصول المسرحية انسدل ستارها ليقف وراءها بطل وحيد، والمتفرجون انصرفوا ليتفكروا أكثر المشاهد إثارة وليرددوا لازمة البداية والنهاية ، وليقول الطفل الصغير هيا نلعب دورا جديدا فالمسرحية لم تنتهي بعد ......