أحلام فتى ضعيف في الحساب

وجه مختوم بسمرة داكنة ، و عينان كأنهما خاتمان من حديد ، نظراته سياط لا تجفل امام ارتعاش تلك الاجساد الصغيرة الضاوية ، تقف منتصبة في ساحة المعسكر كشجيرات نحيلة تميل مع ريح عاتية ، العربة القديمة تفتح صندوقها لتبتلع زوارها ، كنا غير بعيدين ، يرفعان رأسيهما فينة بعد فينة من وراء نافذة عارية من زجاجها ، ينتظران اشارة من يده الضخمة . الاصغر سناً تلمع تسريحة شعره الاشقر لمعاناً مميزاً ، تقفز قدماه مثل حمل يلهر ... اخوه الاكبر .... فلقة من ابيه .. يقف كالمسمار ، قلبه مليء بالدفلى ، يود لو تتعطل السيارة ... لو يمرض احدهم ، تأتي لحظة المغادرة ، يصعد الجميع من الخلف ، ثلاثة في المقعد الامامي ، السائق و ابوه و اخوه الاصغر الاشقر . تموجت يميناً و شمالاً في طريق وعر يكاد كيسه القماشي اللصيق على كتفه يطير من وكائه تشتهي نفسه ان يصير ريشة في السماء ... يغمض جفنيه يحلم انه عائد الى البيت .. جيلس مع كتبه يستمع الى المذياع الصغر الذي سكن فيه العطب ردحاً من الدهر ، يسمع صوته الغليظ انزلوه . تتدافع الاخيلة الرفيعة في ممر طويل رطب ، يقشعر جلده الرقيق على الرغم من دفء الجدران ، يشم انفه رائحة الصابون المعهودة ، تظهر الاجساد على حقيقتها ، تغرق في مياه ساخنة ، تزهر الفقاقيع البيضاء الهلامية فوق هياكلهم البنية ، يخطف جسده المرتعد قبضته من فولاذ ، يغوص مرات عديدة في وعاء عميق ، تمسح جلده يد خشناء مربوطة بكيس اسود مشبع بالرغوة ، يستمر المسح جيئة و ذهاباً ،و كلما عبر الكيس ظهره ازداد احتكاكه مع جلده المفتوت ، يلجأ الى النوم ، يتظاهر انه ينعس ، يحاول ان ينسى حرقة اللمس من يد ذات قوة و بأس ، ذاكرته تمض هنيهة يسأله معلمه مرة عن عدد ايام الاسبوع ،، يجيبه من فوره : ستة ! تختلط قهقهات الصغر مع مذاق العصا على قدميه المرفوعتين . تنتهي جولته الاولى ، يلتحق بأخيه الاشقر ، يراه في بهاء مبين و حسن جميل يقفان معاً ، يشعر انه لم يدخل الحمام فقط ، يخفق فؤاده خفقاقاً مضطرباً . ينبثق ظل ابيه من فتحة الممر، تفر قواه من اوصاله ، يكاد يسق يصرخ . ما هذا يا ولد ! لماذا لم تستحم مثل اخيك ؟ استدعى احد جنوده ، و سيق الى هناك ثانية . تئن المركبة عند العودة ، كان وحده يشعر ان روحه هاربة من جسده الاقتم ، تمتطي الفضاء الفسيح ،تحط فوق نجومه المتناثرات المضيئات تدنو منها ، تراقب نورها ، لم تر سواداً فيها ، و لم تعثر على حمام ارضي . تجوب آفاقاً اخرى ... تبحث عن نجمة سابحة ناصع بياضها .. عن كوكب سيار عادل في دورانه . لعلها تجد جهازاً أليفاً ناطقاً تناجيه ، او اختاً تماثلها في اللون و تجاريها في اللعب . او اباً يعشق الماء الحنون و يعشق الغميض .. لعلها غالت كثيراً في هروبها الكوني . فجأة يزداد السواد في مسارها ، تبرز صورة لعينين من حديد تنفثان سعيراً يكويها .. يرتعد .. ينتفض مثل فأر مذعور ... يتلاشى نثار الغبش على ورد و تؤدة . يلحظ بعينين دامعتين في شارع فرعي حلقات من اطفال غارقين في لهو صارخ وعبث ماتع .. سال الأب رغبته في ان تلفظ السيارة جسمه ... تقذفه في وسطهم ... يذوب مع شقاوتهم و ضحكاتهم ... في البيت ، احضر التقويم ... مزق ايام الجمع لها . رماها برفقة جهاز اخرس في علبة بعيدة عن ايد طويلة و اعين فضاحة

القصه منقوله كتبها الأستاذ صالح عبد القادر اعجبتني وأتمنى أنا تنال اعجابكم أختكم شيمااااا

من طرف جمول الإثنين 18 فبراير - 14:48

قصة جميلة يا شمشوووووووووووووووووووووووم

رغم اني لم افهم معناها جيدا

مشكورة اختي tongue

هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه

شكرا جمول الغالي لمرورك وهذا يكفي بالنسبه للفهم أوعدم الفهم بدك دروس كتير

حتى تستوعب اللهجه السوريه هههههههههههههههههههههههههههههههه

أحلام فتى ضعيف في الحساب

أحلام فتى ضعيف في الحساب

رد: أحلام فتى ضعيف في الحساب

رد: أحلام فتى ضعيف في الحساب