سماء العراق بلى نجوم !!...

سماء العراق ،، بلا نجــوم !!..



أراكة عبدالعزيز - الجزيرة توك - مكة المكرمة

التصفيق يعلو في ساحة البرلمان العراقي ،، صَفِّقُوا َصفِّقوُا لم يعـد في سماءِ العراق نجوم !! أزلناها
وأزلنا " الله أكبر" ،، كما أزلنا كاتبها من قبلها !! لنكتبها "بالخط الكوفي" !!

هذا هو النجاح بنظرهم ،، أن تعجز عن تغيير الواقع فتلجأ لتغيِّـر "قطعة من القماش" هم أدرى
بمكانتها في نفوس حوالي 27 مليون عراقي !!

و برلمان كامل يمتلئ بما يقارب الـ 275 عضو من مختلف الطوائف العراقية ،، و 4 سنوات وهم
يجلسون في مقاعد هذا البرلمان ،، دون أن يغيروا من وضعه الأمني أو الاقتصادي ،، أو حتى إعادة
الكهرباء إلى أهل العراق !!

علم العراق الآن بلا نجوم ،، والله أكبر ،، تغيرت أو غُيِّرتْ من خط "صدام حسين" إلى خطٍ كوفي !!



ربما يكون العلم العراقي قد تعرض إلى تغيرات كثيرة منذ أن كُوِّن في 1921م ،، لكن تغييره الأخير لم
يكن سهلاً على أبناء العراق الذين اعتادوه منذ ما يقارب 40 عاما !!



فقد قوبل التغيير الأخير الذي أقرَّه مجلس النواب العراقي في الشهر الجاري برفض كبيرٍ من عموم
الشعب العراقي سنةً وشيعة ،، دون أن يتعرض الإعلام لهذه القضية التي أشكلت كثيراً على العراقيين
والتي جمعتهم إلى نظرة واحدة تقريباً هي أنه :: إذا كان من غيَّر العلم لأسباب طائفية ،، فإن الشعب
سيتَّحدُ بكل طوائفه مقابل هذا التغيير ،، بل أن الشعب العراقي يشعر بأن التغيير الذي جرى هو تغيير
لهوية شعب كامل مثل شعب العراق ،، ومحاولة لتشويه حضارة قائمةٍ منذ آلاف السنين !!

وقـد اقترح مجلس الحكم العراقي سابقاً في أبريل 2004 شكلاً مختلفاً تماماً للعلم العراقي ،، قام
برسمه أحـد أعضاء مجلس الحكم العراقي "نصير الجادرجي" الذي يقال أنه سيكون للعراق !! فأزال
جميع الألوان التي تنتسب للعلم العراقي ووضع ألواناً أخرى أقرب ما تكون إلى العلم الإسرائيلي
"الأزرق والأبيض" ووضع هلالاً لم تعرف رمزيته ،، إضافة إلى خطين رمزاً إلى نهري دجلة
والفرات !! لكن هذا العلم حينها لم يقر لسببٍ أو آخـر !!

لربما يكون العلم العراقي "شكلياً" هو ثلاثة نجوم وأحمر أخضر وأسود وكلمة "الله أكبر" !!

لكنه "مضموناً" يحمل الكثير والكثير لكل من حمله فخراً وأنشـد "موطني ،، الجمال والجلال والسنـاء
والبهـاء في ربـاك " ،، على هذا قامت الكثير من الحملات على الأرض العراقية وعلى مواقع الانترنت
العراقية ،، التي تدعو على تكاتف الشعب إلى رفض العلم الجديد والذي لا يبت لهم بأي صلة ،، وتقوم
هذه المواقع بجمع أكبر عدد من التواقيع وتأييد الحملات من قبل المثقفين والفنانين العراقيين
"الشرفاء" والذي أكسب الحملات صدقاً لعله يوصلها إلى الهدف المنشود .

و ثمة أحدٌ "مجهولٌ مبنيٌ للمعلوم" منذ سقوط بغداد إلى هذا اليوم لا يكف عن محاولات زعزعة الصف
العراقي وشقه ،، سواء بالمحاصصة الطائفية التي سرت كالسرطان في جسد الشعب العراقي ،، أو
بقطع الرؤوس ورميها على شواطئ دجلة ،، أو نشر المرتزقة "المسكوت عنهم دوليا" مثل مرتزقة
شركة "بلاك ووتر" الأمريكية في كل أنحاء العراق !!

تغيير العلم العراقي من قبل "العاجزين" عن تغيير الواقع العراقي الذي مازال سيئاً بحسب نظرة أهل
العراق أنفسهم ،، فهم مازالوا بلا كهرباء منذ أربع سنوات ،، الفساد الإداري منتشر في البلاد ،،
الأمراض تنتشر بسبب تلوث البيئة والماء !

كان من الأولى على المالكي ومن معه المرعوبين من شبح "صـدام" ،، أن يصلحوا ولو قليلاً من هذا
الواقع بدل أن يلجئوا إلى إيذاء مشاعر ومعنويات شعبٍ كامل ،، فالعلم يبقى حضارة مثله مثل المتاحف
التي نهبت على مرأى ومسمعٍ من "العالم" !!

ونهبُ الحضارة يؤذي النفس الكريمة ،، سواء كان حجراً أو حتى قطعة "قماش" !!

فماذا يقول الشعب العراقي الذي نُهب منه القماش ،، والحجر وحتى البشـر ؟!!

والآن غدت سماؤك يا عراقُ اليوم بلا نجوم ،، فمن سيرجم شياطين الإنس إن استرقت سمعها عليك !!

ومن سيحميك منها ويلقي شُهُبَهُ عليها إن هي أغارتْ عليك !!