مسرحية زمن النفط في مدينة مالمو السويدية

فرقة الفرات المسرحية في مدينة مالمو السويدية ومسرحية زمن النفط تأليف واخراج السويدي نيكلاس سانستروم وتمثيل الفنان العراقي كريم رشيد،والممثل السويدي أندرس سفينسون.وفرقة الفرات المسرحية سويديةعربية ..يتكون كادرها من الفنانين السويديين والفنانين العراقيين، وتقدم الفرقة عروض مسرحية لها مجسات وخصوصيات في الواقع العربي والعالمي وخصوصية التركيز على ادب وثقافات الشعوب الاخرى وملتقى الحضارات والاهتمام والتركيز على عملية الاندماج مابين المجتمع السويدي
وثقافة المهاجرين الى السويد . ويشرف على فرقة فرات الفنان السويدي نيكلاس سانستروم سبق أن شاهدت له مسرحية العرس الوحشي في ستوكهولم والفرقة قدمت مسرحية كأنها لم تكن بيروت تاليف واخراج الدكثور حسين الانصاري. وضمن انشطة الفرقة عرض مسرحية زمن النفط وهي من تأليف واخراج نيكلاس سانستروم وتمثيل الفنان كريم رشيد والممثل أندرس سفينسون وعلى خشبة مسرح جيركو والمسرحية تعالج مشكلة
الصراع مابين الاجيال ،بين الاباء والابناء من الجيل الجديد،ومركزالصراع
هو نوع وخصوصية العلاقة مابين الطرفين وعندما يكون الثأريخ شاد وغير
قابل للتغيير والمثال على ذلك علاقة عدنان وامير ، ولقاء عدنان بصديقه القديم عبدالله والحكاية فيها الكثير من القيم الانسانية المستمدة من الف ليلة وليلة وخصوصية المزاج النفسي والممزوج بمزاج نفطي غريب وشاذ مابين الاجيال. تجري احداث المسرحية سنة 2014 وهو ثاريخ نضوب ونقص الخزين النفطي. ماذا يحصل لو جفت البحيرات النفطية؟ أو نضبت عندما تتحول نعمة الذهب الاسود الى نقمة على شعوبها الفقيرة والتي سوف تبتلى بالحروب النفطية بسبب اطماع قراصنة ومافيات عالمية من اجل الغزو وروح السيطرة. وكيف اترث حالة إكتشاف النفط سلبآ او ايجابآ على شعوبها؟ وهنا نجد شخصية عدنان وقد ادى الدور الممثل كريم رشيد وشخصية التاجر وشخصية أم ابراهيم
اما الممثل اندرس سفنسون أدى شخصية إسماعيل الخباز وشخصية امير والديكور عبارة عن براميل يتم تحريكها وتشكيلها حسب احداث المسرحية وفق العوامل الزمكانية ربما يتم تشكيلها كبيت او براميل
للزبالة. ففي المؤتمرات النفطية تسود أجواء البدخ والترف عندما يكون مالكي النفط في واجهة الاحداث العالمية وتسلط عليهم الاضواء بطريقة النجوم في السينما الهوليودية وتوزيع الابتسامات المثيرة للجدل والتحليل وكان الفنان كريم شيد ممسكآ بكل خيوط اللعبة في تجسيد هذه الشخصية،وهو يجيد فن إخفاء الحقائق ولن يصرح عن احتياطه
النفطي ولن يفصح اويعلن عن تناقص الاحتياطي النفطي وذلك لغرض الحفاظ على رساميله المالية وشركاته الوهمية. والنقيض يكمن بكل ما يحيط بحقول من بيوتات ومدن عشوائية قذرة تحيط بها تلال من اكوام الزبالة لاتصلح لسكن الدجاج. وتتحرك البراميل وفق مشهد بناء الديكور ممكن بناء مدينة للقمامة يقتات عليها الفقراء وما يحصلون
عليه من فضلات الاغنياء،خيرات الفقراء وهم يئنون تحت انين البؤس وهم كا لعبيد امام تدفق خيرات الذهب الاسود الى خزائن وبنوك مافيات النفط. عدنان شخص فقير الحال يعود الى مدينته بعد ان سجن عشرة سنوات ،وهو يعيش في عالم اليوتوبيا ربما يحلم على انه سيشاهد مدينة
الابراج وناطحات السحاب وإذا به يفاجأ سينام في أكوام الزبالة بحثآ
عن فضلات رجال فنادق خمسة نجوم،وعند اطراف مدينة الاشباح وفي القمة يعيش حراس الشركات النفطية من القطط السمان،اما الفقراء فلهم حصة فضلاتهم ويقتات الالاف منهم بحثآ عن قوتهم اليومي في مملكة الزبالة.
ويبقى السيد اويسنخك سيد الكون لانه يمتلك كل مفاتيح الجنة فليذهب معشر الفقراء الى قاع جهنم. وتبقى خصوصية فرقة فرات المسرحية في مدينة مالمو
جريئة في اختياراتها وفي تقديم عروضها المسرحية والتي لها مساس وقريبة
من واقعنا العربي والعالمي في كل موضوعاتها ولها جادبية سحرية لدى
المتلقي السويدي والمهاجر العربي وغيرالعربي ،والفكرةالفلسفية وثيمة عروضها تحاكي مشاعر وقوت وحرية الانسان في زمننا الساخن والملتهب ،وخاصة في مسرحية زمن النفط ونحن نغوص في ركام الحروب النفطية ولولا هذه النعمة لما حلث الكارثة بكل شعوب المنطقة وخاصة
عراقنا الحبيب اصبح مخلبآ لكل الطامعين وصناع قرار الموت .ويبقى ان اوجه تحية لفرقة فرات المسرحية ولكل القائمين على انضاج التجربة المسرحية المشتركة مابين الفنانين العراقيين والسويديين،وتجربة
الفنان كريم رشيد المثابر والمجتهد والخوض والغوص في عالم التجريب والبحث عن متنفس ورئة حداثة المسرح وتجربة الفنان و المخرج نيكلاس سانستروم

عصمان فارس
مخرج وناقد مسرحي مقيم في السويد