أفريكوم.. عنوان جديد لاستعمار إفريقيا

من طرف شيمااااا السبت 1 مارس - 15:15

عادة ما تلتطّ الإدارة الأميركية خلف ذرائع وحجج إنسانية لتسويغ تدخلها في شؤون الدول والشعوب الأخرى, في محاولة منها للتغطية على الأسباب الحقيقية التي تدفعها إلى مثل هذه التدخلات, وفي سبيل ذلك تستخدم إما شعارات سياسية كالديمقراطية وحقوق الإنسان وحماية الأقليات, وإما شعارات إنسانية كمحاربة الفقر والأمية والأمراض لتحقيق أغراضها ومشاريعها الاستعمارية حول العالم.
وأحياناً تستخدم كل هذه الشعارات كما في حالة القارة الإفريقية, فمنذ بعض الوقت والإدارة الأميركية منشغلة في تشكيل قوة عسكرية جديدة للتدخل في إفريقيا تحت عنوان (أفريكوم) ولا تزال منذ الإعلان عنها العام الماضي منهمكة في كيفية تأمين مقر لها في القارة لنقلها من شتوتغارت بألمانيا حيث تتواجد حالياً, وتدخل الجولة الأخيرة للرئيس بوش في بعض دول القارة والتي بدأها من بنين وختمها في ليبيريا في إطار البحث عن موافقة إحدى هذه الدول لاستضافة هذا المقر, ويبدو أن ليبيريا هي المرجحة لاستضافته وذلك بعد أن رفضته نيجيريا.‏

فما الذرائع التي ساقتها الإدارة الأميركية للتدخل في إفريقيا وما الأسباب الحقيقية الكامنة وراء هذا التدخل? بوش الذي حط في بنين أكد أن بلاده تستهدف زيادة الدعم الأميركي لإفريقيا في مجالات الصحة والتعليم وتعزيز الديمقراطية, وقد سبق أن أعلنت واشنطن مجموعة من الأهداف الظاهرة لأفريكوم حيث قال : مسؤولون رفيعو المستوى في نيسان ,2007 إن مقر القيادة العسكرية الأميركية لإفريقيا سيساهم بالأمن والاستقرار كما سيدعم جهود القادة الأفارقة بهذا الشأن, وكان العديد من القادة العسكريين قد زاروا بعض دول القارة بغرض تصحيح المفاهيم الخاطئة عن القيادة المستحدثة, محاولين طمأنة مستضيفيهم إلا أن أفريكوم لن تنشر قوات أميركية على نطاق واسع في القارة ولن تشكل رداً على النفوذ الصيني في القارة ولن تكون لغرض المجهود المعزز لمكافحة الإرهاب, ولا لتأمين الموارد والمواد الخام مثل النفط!!‏

ومما نقل أيضاً أن المسؤولين الأميركيين قالوا لزعماء القارة إن السبب الحقيقي لتشكيل أفريكوم هو أن القارة الإفريقية بدأت تظهر على الصعيد العالمي كلاعب استراتيجي, ما يستدعي التعامل معها كقارة!!‏

لكن كل تلك المسوغات الواهية والأسباب غير المقنعة لإنشاء هذه القوة لا رصيد لها من الصحة, فالواقع عكس ذلك كما أن معظم المحللين يميلون إلى القول إن تلك المسوغات هي للاستهلاك المحلي ويعتبرون أن المفاوضات التي جرت خلف الكواليس قد استقرت على الشكل النهائي للتواجد الأميركي بثوبه الجديد في إفريقيا وإن العملية السياسية في هذا السياق خضعت للكثير من القواعد والمصالح المتبادلة بين القادة الأفارقة الموالين للغرب والقيادة الأميركية.‏

فمن المعروف أن إفريقيا لسنوات طويلة لم تشغل حيزاً كبيراً من اهتمام الإدارة الأميركية, بل تركت مرتعاً للنفوذ الفرنسي والبريطاني الذي لم تكن تعتبره تهديداً لمصالحها, إلى أن شهدت نيروبي ودار السلام تفجيرات إرهابية طالت سفارتي واشنطن في العاصمتين عام 1998 وتبعهما تفجير المدمرة الأميركية كول قرب سواحل عدن عام 2000 وتزايد نشاط تنظيم القاعدة في القرن الإفريقي, ما نبه واشنطن إلى ضرورة تواجد عسكري وأمني واستخباراتي كثيف في المنطقة, حيث تم تفعيل الوجود الأميركي من خلال قاعدة عسكرية في جيبوتي, وبعد أحداث 11 أيلول أصبح الهاجس الأمني العامل الأكثر تأثيراً في تخطيط السياسات الأميركية. وبات ما يسمى بالحرب على الإرهاب الموجه لاستراتيجية بوش في العالم, ومن هنا لا يمكن قراءة قرار إنشاء أفريكوم بعيداً عن رؤية القيادات الاستخباراتية والعسكرية الأميركية, وإلى جانب ذلك لا ينكر المسؤولون الأميركيون أن أحد أسباب إنشاء أفريكوم هو تأمين واستقرار التنقيب عن النفط والمعادن في القارة, وقد شكلت الاضطرابات التي تكررت في حقول النفط في منطقة دلتا النيجر خاصة في الحقول النيجيرية منذ عام 2003 ناقوس خطر لدولة تعتمد بشكل كبير على نفط هذه المنطقة حيث تلبي الحقول النفطية في هذه المنطقة 25 بالمئة من احتياجات واشنطن مع حلول العام ,2015 يضاف إلى ذلك الرغبة الأميركية في محاصرة النفوذ الاقتصادي والتجاري والاهتمام الصيني المتزايد بمختلف أنحاء القارة.‏

وقد علق محلل سياسي ألماني على تشكيل أفريكوم بالقول: إن أفريكوم هي سادس قوة للتدخل الأميركي الإقليمي السريع في العالم, وقد جاء تأسيسها تنفيذاً لخطة وضعها المعهد الإسرائيلي الأميركي للدراسات السياسية والاستراتيجية المتقدمة التابع للمحافظين الجدد, كما أوجز أهدافها بالسعي لتأمين واردات النفط من نيجيريا والسيطرة على منابع النفط في منطقة خليج غينيا الممتدة من ليبيريا إلى أنغولا, مرجعاً الاهتمام الأميركي بهذه المنطقة إلى اكتشاف النفط مؤخراً بكميات هائلة

من طرف **Notre Ville** السبت 1 مارس - 17:39

شكراااااااااااا شيمااااااااااااااا

على الخبر المهم افريكوم

دمتي بالف خير

أفريكوم.. عنوان جديد لاستعمار إفريقيا

أفريكوم.. عنوان جديد لاستعمار إفريقيا

رد: أفريكوم.. عنوان جديد لاستعمار إفريقيا