الحب جمعهما و الشات فرقهما ...

لم نعد نستغرب حدوث أية ظاهرة و إن كنا لم نعتاد عليها سابقاً , أو نستنكر وقوعها حتى ..

بمعنى آخر .. لم يعد العجب يطرق أفواهنا , كل شيء صار طبيعياً و عادياً .. بل ممكناً .. طالما أن بعض القيم و المبادئ عند البعض قد تغيرت مفاهيمها و معاييرها , و طالما أن التكنولوجيا صارت تتحكم بأدق تفاصيل حياتنا ..‏

و ها هي الشبكة .. شبكة الإنترنت تقتحم خصوصياتنا و بيوتنا .. إما بدافع الفضول و الاطلاع , و إما بدافع الاستفادة و التعلم ..‏

و من يدخل على الانترنت يدرك تماماً كيف يصبح عالمنا الكبير قرية صغيرة .. لا بل أصغر من قرية صغيرة , و كل ذلك بكبسة زر ..يصبح العالم لوحة الكترونية بين يديك تتجول فيها حيثما تريد و تشبع رغباتك في البحث في المجالات كافة العلمية منها و الاقتصادية و السياسية و الشخصية و النفسية و الصحية إضافة إلى أنه يقدم خدمة التعارف إلى الآخرين الذين يقبعون في آخر نقطة على الكرة الأرضية و إمكانية إقامة علاقات اجتماعية جدية قد يكون نهايتها الزواج ..‏

إلى هنا لا نجد في الأمر ضرراً .. بل على العكس فالتقنيات الحديثة و على الأخص عالم الاتصالات تجود علينا بالكثير من الفوائد و تقدم لنا الكثير من التسهيلات التي توفر علينا الوقت و الأموال و تختصر الكثير من المسافات و تذلل الصعوبات ..‏

لكن أن يسيء البعض استخدام تلك التقنيات فهنا ستكون ضريبة التكنولوجيا و الحضارات و التقدم ...‏

»على الشات«‏

»القصة« و ما فيها أن زوجين ارتبطا عن حب و عاشا بهناء و سعادة لعدة سنوات إلى أن اقتحم الانترنت صفو حياتهما .. و على الشبكة أنشأ كل واحد منهما علاقة على »الشات« تتطور إلى علاقة حب .. و مع الوقت يجد الزوجان نفسيهما أمام حالة طلاق .. فكيف ذلك !!! لقد اكتشف الزوجان اللذان اتخذ كل منهما لقباً خاصاً به على الشات , فالزوجة لقبت نفسها ب¯ »حبيبة« و الزوج ب¯ »أمير السعادة« و التقيا في غرفة دردشة على الشبكة و خلال شهرين من الاتصال توثقت العلاقة و صار كلاً منهما يشكي للآخر مشكلاته اليومية و يتحدث عن أزمة زواجه , فها هي حبيبة تقول :»لقد وقعت في الحب مرة أخرى إنني جميلة و أعتقد أنني وجدت في نهاية المطاف شخصاً يفهمني و يعيش موقفاً مماثلاً و هو زواجه التعيس مثلي تماماً« بالطبع كان كلاً منهما يعتقد أنه وجد توأم روحه و شريك الحياة لتكون الصدمة الكبرى عندما اتفقا على موعد للقاء المنتظر و قد اكتشفا أنهما يعرفان بعضهما البعض جيداً .. كيف لا و هما الزوجان اللذان يعيشان تحت سقف واحد في بيت واحد ...‏

صدمة كبيرة و صعبة أحسّا فيها بالخيانة المتبادلة و الخداع و النفاق و الرياء و الكذب و بكثير من الأحاسيس التي لم يعرفا الاعتراف بها ..!!..‏

موقف غير متوقع وجدا نفسيهما فيه ... ما العمل ... إذا خرج الحب من البيت و دخل النفاق و الخيانة .. فلا شيء يجمع اثنان على الطلاق .. حتى على الشات .. لقد قررا الانفصال فلا استمرار لهكذا حياة بين اثنين00‏

قال أمير السعادة : »كان الأمر صعباً للغاية فالحبيبة التي قالت لي الكثير من الأشياء الطيبة .. و تتفهمني هي في الواقع المرأة ذاتها التي أنا زوجها .. و التي لم تقل لي تلك الكلمات على الإطلاق« .‏

إلى هنا نأتي إلى النهاية .. و لا نعرف إن تم الطلاق أم لا ..‏

الشبكة و الخيانة !‏

تساؤلات عديدة تطرحها هذه القضية الحقيقية التي وقعت في بلدة زينيتشا بوسط البوسنة و التي قد تقع في بلادنا العربية لكن أحداً قد لا يسمع بها أو يصرح بها .. (إن كنا نلمس لها طرحاً في الدراما على شاشات الفضائيات العربية .. و إن كان ذلك الطرح لا يشبه قصتنا تلك بحكم الموقع و العادات و التقاليد و مخافتي يوماً أن يلتقي الأخوة على الانترنت في غرف الدردشة عندما جئت على ذكر هذه القصة أمام المصارف و الأصحاب تباينت التعليقات و الآراء أن أحدهم تأثر كثيراً و حزن عليهما و إن كان لا يعرف قرعة أبويهما من أين .. و قال : سأبعث بإميل مطالباً إياهما بالعدول عن الطلاق .. فقد أثبت لهما الانترنت مجدداً أنهما يحبان بعضهما البعض ..‏

بينما اعتبر آخر أن الحياة لم تعد ممكنة .. فلقد كان كل منهما يبحث عن شيء خارج حدود البيت و لولا ذلك لما التقيا على الشات من الأفضل لهما الانفصال و البحث مجدداً عن علاقة جدية أهم ما فيها الصدق . إن استطاعا ..‏

أما أنا فأقول .. ليس بإمكاننا أن نجد الحب أينما شئنا .. و من الصعب أن نلتقي بالحب بسهولة لهذا علينا أن نبحث عنه مطولاً و إن وجدناه و التمسك به و العمل بأقصى جهد للحفاظ عليه .. و ننفض الغبار عنه كلما دعت الحاجة .. فروتين الحياة و رتابتها و مسؤولياتها قد تسرق أجمل أيام حياتنا و أروع لحظاتها التي لا تتكرر إطلاقاً .. لذا علينا أن نلتفت إلى الأشياء الجميلة التي من حولنا .. و إلى الجواهر الثمينة التي تبعث السعادة في أعماقنا و توهبنا النشاط و القوة و الطاقة لنكمل سوياً بقية الأيام المكتوبة لنا ..و في ذات الوقت , علينا أن ننتبه إلى الآثار السلبية التي تلحق بأضرارها علينا التقنيات الحديثة و التكنولوجيا التي تفرض وجودها وتغير من أنماط الحياة بشكل سلبي .. و العمل بجهد مطلق لجعلها تقدم الخدمة التي طرحت من أجلها .. لا أن تسلبنا خصوصياتنا .. و تؤثر على عواطفنا و مشاعرنا

.‏

من طرف **Notre Ville** الخميس 6 مارس - 17:55

شكرا شيماااااااااا على هذا الموضوع الهادف

انا اكتفي بهذا الجزء ففيه كل شيء

و ها هي الشبكة .. شبكة الإنترنت تقتحم خصوصياتنا و بيوتنا .. إما بدافع الفضول و الاطلاع , و إما بدافع الاستفادة و التعلم ..‏

وأسطر على ما احب

دمتي بالف خير عزيزتي شيماااا

الله يعطيك العافية على الموضوع

أخي شااااااكر أشكر مرورك واهتمامك

مودتي لك لاتنتهي

الحب جمعهما و الشات فرقهما ...

الحب جمعهما و الشات فرقهما ...

رد: الحب جمعهما و الشات فرقهما ...

رد: الحب جمعهما و الشات فرقهما ...