مرحبا بكم في منتديات الصويرة يمكنكم وضع إعلاناتكم التجارية هـــــنــــا للطلب المرجو التواصل عبر الرسائل أو WhatsApp +212695161780
المواضيع الأخيرة
هل نحن أمة ضاحكة
4 مشترك
الصويرة مدينتنا ESSAOUIRA Notre Ville :: صور ومقاطع فيديو :: صورIMAGE :: قسم للمقترحات الجديدة والشكاوي
صفحة 1 من اصل 1
هل نحن أمة ضاحكة
قبل أن أترككم مع موضوع قرأته ذات يوم و أنا "اتغوغل" أود الإشارة الى ان هذا الموضوع المنقووول هو اخر منقووول ضمن بطاقة الدوبل روشارج من فئة 10 دراهم التي اكتملت مع هذا، لكني استمراري معكم ان شاء الله سيكون بدءا من الموضوع القادم من خلال ما تجود به قريحتي مع انها قريحة"حمقة" تجد نفسها احيانا في بوياعمر الافتراضي لكن لا باس من اشارككم في قادم الايام بمواضيع من انتاج "لاكابيصا" ديالي، و اترككم مع هذا الموضوع الشيق و هو اخر عنقود بظاقة التعبئة الحالية ههه اعتمادي لن يكون صالحا لاجراء نقل اخر و شكرا مسبقا على القراءة.
كان الإضحاك كما يقول مكدوجال ( McDougall ) في كتابه ( سيكولوجية الضحك ) " جرعة ضد ما هو تراجيدي " بحيث يصبح الضحك حيلة بيولوجية يتحايل بها الفنان على انفعالاته أو يشارك بها الغير في وجدان ما , أو يستعلي على موقف ما بضحكة يطلقها قد تحجب وراءها دمعة
لقد استوقفني هذا التعبير عند تأمل لسؤال قد يكون فيه الكثير من الجدل والآراء المتباينة وهو , هل نحن شعب يحب الضحك أم يميل إلى التجهم أو العبوس ؟ .
في واقع الأمر إذا بحثنا في الأدب المعاصر, لوجدنا أن الكتابات التي تناولت ( الفكاهة أو الفكهين ) أو بالمعنى الشعبي الدارج النكتة وأصحابها ) , هي كتابات نادرة ولا تحيط بهذا السؤال بشكل كامل . على عكس كتب التراث التي حوت أخبار الكثير من المضحكين والسمار ومشاهير الطرفة . وعلى سبيل المثال اذكر ( العقد الفريد ) لمؤلفه ( ابن عبد ربه الأندلسي ) في فصل ( الجوهرة في الفكاهات والملح ) , و ( المستطرف في كل فن مستظرف ) لكاتبه ( الأبشيهي ) , و ( الأغاني ) لكاتبه ( أبو الفرج الأصفهاني )..... إلا أن هناك جفاء بين القارئ وبين كتب التراث بشكل عام , ناهيك على أن الظروف التي أتت على ذكر أخبار هؤلاء الضاحكين تغيرت في عصرنا الراهن تغيرا جذريا .
ولعل غياب التدوين لأخبار الضاحكين في العصر الحالي هو عقيدة جزء من التراث أو الأدبيات الاجتماعية التي تعتبر أن الضحك مجاف للوقار والهيبة , فالنصوص الحالية التي تحض على الضحك ,على الرغم من قلتها ,تقف عاجزة عن الكم الهائل من تلك التي تذم الضحك , والتي أحيانا تربطه بالمجون المطلق إلى درجة ربطه بالموت ( كثرة الضحك تميت القلب )... .- بصرف النظر عن التجني على هذا المأثور وسلخه عن ملاءمته وصحته - وقد يعود السبب المباشر لذلك إلى الخلط بين الميوعة والتبذل وتحقير الآخر من جهة, و بين المتعة الأدبية والفكاهة المتجردة من جهة أخرى , وغالبا ما يفصل بينهما خيط دقيق جدا بحيث يبدو أحيانا من الصعب التفريق بينهما.
من الكتاب العرب المحدثين قلة محدودة اهتمت بهذا الموضوع , مثل عباس محمود العقاد في كتابه ( جحا الضاحك المضحك ) , وعبد العزيز البشري في كتابه ( المرآة ). إذ يقول البشري " ترد النكتة إلى خلل في القياس المنطقي بإهدار إحدى مقدماته أو تزييفها , أو بتوصيلها بحكم التورية ونحوها بما لاتصل به في حكم المنطق المستقيم , فتخرج النتيجة على غير ما يؤدي إليه العقل لو استقامت مقدمات القياس ... وهذا الذي يبعث العجب ويثير الضحك ) . وبشكل آخر فإن البشري يرى أن الإضحاك يعود إلى التناقض بين المقدمات والنتائج . وقد قدم هذا التفسير أيضا الفيلسوف الفرنسي هنري برجسون ( H. Bergson ) الذي كان مرجعا خصبا لكل من طرح هذا الموضوع من المفكرين العرب , الذين رؤوا في الضحك إصلاح لمزاج الإنسان وتوازن بين عناصر جسمه الأربعة ( الصفراوي والسوداوي والدموي والبلغمي ). ورغم ضعف تلك النظرية إلا أن فكرة إصلاح المزاج عن طريق الضحك فكرة مقبولة لدى الكثيرين . ويرى البعض أن استهلال الطرفة تحكمه الفصاحة والمفاجأة والترقب الخائب , حيث تقول نظرية الترقب الخائب ( التناقض بين الواقع المعاش والتصور المثالي ) في تفسير الضحك " أن عقولنا تسلك سبلا معينة في المواقف العادية , وهي مسالك ألفناها وتعودناها , وحينما يطرأ على الموقف شيء لم ننتظره , فسرعان ما يغمرنا الضحك ". بل يذهب سيجموند فرويد ( S. Froyd ) على القول بأن النكتة تؤدي دور الحلم في أغراضه التنفيسية , ففيها من التورية والاختزال والتلفيق ما في الحلم نفسه , بمعنى آخر الجمع في صورة واحدة لأجزاء لا تجمع في الواقع.
ومن طريف التعابير عن سيكولوجية الضحك ما يقوله الكاتب الانكليزي جوزين أديسون ( J. Addison ) حول الفكاهة " الضحك الراقي إنسان جده الأعلى الحقيقية .. وقد أنجبت الحقيقة أبا أسمته حسن الرأي , وهذا بدوره أنجب الذكاء , الذي تزوج امرأة من قريباته اسمها الفرحة , فأولدها مولودا أسمه الفكاهة "
يرى بعض الباحثين مثل العراقي ( خالد قشطيني ) في كتابه " النكتة السياسية عند العرب " , أن العرب لم يرتبطوا في أذهان الشعوب الأخرى بأنهم شعب صاحب نكتة , وهو الجانب الذي غالبا ما يشكل نسبة لا يستهان بها من أدبيات الفولكلور الشعبي لدى الشعوب , بل اشتهر العرب بالعبوس والتجهم وكثيرا ما يلصق ذلك بالشخصية العربية
. وقد لا أؤيد هذا الكلام على علاته , فالشعب العربي كبقية الشعوب له طرفه وملحه ونكته فهو غير خال منها , وإن كانت كفة الميزان تميل إلى الاتجاه الآخر . وإذا ما ذهبنا أبعد من ذلك نرى أن الفكاهات عند الشعوب الأخرى ( عن العربي ) تبنى على سلبياته , دون الأخذ بعين الاعتبار البحث الموازي في الأسباب غير الموضوعية التي رفدت الصورة العربية في مخيلة الغرب , كما فعل الباحث المغربي ( حسن نرايس ) في معرض كتابه " الضحك والآخر " الذي يتناول الفكاهة المتعلقة بالعرب عند الفرنسيين . إذ أنه تكلم عن الطُرف التي تلصق بالعربي ( سلوكه السلبي ) , دون اللجوء إلى التفسير الضمني لتوثيق الحاجات الفكرية والاقتصادية والاجتماعية المؤدية إلى هذا السلوك. وبتوضيح بسيط نجد أن أحد تفسيرات مجانبة الابتسام والضحك والطرفة في حياتنا , مرتبط إلى حد كبير بالواقع المعاش بكل جوانبه ( الاقتصادية والاجتماعية ) وقد لا يكون هذا السبب مقبولا لغياب البسمة عن وجوهنا ولكن لابد من تأثرنا به .
في التاريخ الحديث عرف العرب الضحك عبر بعض الكتابات – كما أسلفنا – والشعر , والنكتة بشقيها الاجتماعي والسياسي , واكتشف رواد الفكاهة في الوطن العربي المصادر الكوميدية الغربية منذ الربع الأخير من القرن التاسع عشر مثل سليم نقاش وأديب اسحق حيث ترجموا لموليير, ويعقوب صنوع الذي كان أول من أدخل الكاريكاتير إلى الصحافة العربية , ولعل أبرز من سخر النكتة السياسية ضد الاحتلال هو عبد الله النديم , الذي كانت لدية قدرة فذة على التنكيت حتى غدت شخصيته أقرب إلى الخيال منها إلى الحقيقة .
وعلى الرغم من التفات الشعر العربي إلى قصائد المديح والغزل والهجاء إلا أن الفكاهة – وإن لم تأخذ أبوابا كثيرة – كان لها نصيب في وصف الشعراء المعاصرين لبعض الصور الاجتماعية المحيطة .
يقول إبراهيم ناجي هاجيا :
يا عبقريا في دمامته ولدتك أمك وهي معتذرة
ويقول حسين شفيق المصري :
يقولون لي هل من وسيــط تجيبه شفاعته عند الحكومة تنفع ؟
فهل كانت الليسانس لما أخذتها شهادة تطعيم بها أتســكع ؟
وذلك الشاعر الذي صور ليلة فراقه عن زوجته :
&n ليلتي حين بت طالقة ألذ عندي من ليلة العرس
ويقول بيرم التونسي شاكيا حاله لحبيبته متوسلا ( لطلعت حرب ) صاحب أول بنك مصري :
سليمى لم يـــــكن بـــعدي لـــــصد أو عنـــى عنكِ
ولكـ ــن لم أكن ألقـــــى بجيبــــي نصـف إفرنــكِ
عسى أن تـــــصل الـــشكوى ( لطلعت ) صـــاحب البنك/span>
هو( الحرب) الذي أضحـــــى بمــصر هازم الضـــــنك ِ
وولقد استورد العرب في تاريخنا المعاصر الكثير من النكات السياسية من أوروبا في القرن الماضي . واكتشف السياسيون أهمية النكتة فاستخدمت كسلاح في المعركة ضد الأعداء أو عند عدم وجود أجوبة تقنع الرافضين للمبدأ من أصله .
كان فارس الخوري مندوب سوريا في الأمم المتحدة رجلا وطنيا , وقد دخل يوما في مناظرة مع المندوب السوفيتي اندريه فيشنسكي ( A.Feshinski ) عندما احتج الأخير على تكرار الخوري في حديثه اسم ( فلسطين ) ورد الخوري بقصة الزوجين اللذين ذهبا إلى المحكمة ... شكا الرجل أنه فقير وقد أزعجته زوجته لأنها تطلب منه بإصرار كل صباح جنيها ... وسألها القاضي هل هذا صحيح ؟ فقالت الزوجة نعم ولكني لا أطلب أن يعطي جنيها كل صباح , بل أطلب منه جنيها واحدا في حياتنا .
وينقل عن أنتوني ناتنج ( A. Nating ) وزير الدولة البريطاني الذي فاوض جمال عبد الناصر على الجلاء , أنه عند التوقيع نفذ الحبر من قلم ناتنج فاستعار قلم عبد الناصر وفي زحمة اللحظة وتاريخيتها, وضع ناتنج القلم في جيبه, فقال له عبد الناصر " لقد أخذت الكثير منا في المعاهدة فهلا أرجعت لي قلمي " .
ومع تسارع عجلة التطور تقلصت النكتة المكتوبة لصالح المروية, وبدأ فن الفكاهة يحفل بملايين النكات وخاصة في مجال النكتة السياسية . /span>
ممازال عالمنا العربي يحفل بالكثير من الهزات الاجتماعية والتناقض المثير بين ما هو مثالي وبين الواقع الموجع, وتحفل كل النشاطات الفنية بعناصر النقد للواقع المعاش , في المسرح والكاريكاتير والشعر . ولكن لابد لنا من السيطرة على مواجعنا وآلامنا, وليس لي من غاية في دعوتكم للابتسام إلا أن تعلو الضحكة وجوهكم , والتفاؤل
يزهر طريقكم , والآمال تجد في تحقيقها مسالكا - ولو ضيقة - إلى بيوتكم وأسركم وليس لي في النهاية إلا أن أدعوكم لقراءة إيليا أبي ماضي وهو يقول :
قال " الســــماءُ كئيبةٌ " وتجهَما قلت ابتسمْ يكـفي التجهُمُ في السما !
قال :الصِبا ولى ! فقلت له:ابتسـم لن يُرجِع الأسفُ الصِبا المتصرِمــــا !
قال :التي كانت سمائـي في الهوى صارت لنفسي في الــغرام جهنـــما
خانت عهودي بعـدما ملََكتُـــــــها قلبي فكيف أُطيقُ أن أتبَســـــــما ؟
قلت ُ :ابتســم واطرب فلو قارنتها قضيت عمرَكَ كلَه مـتـــــــألمـــا !
قال : العدى حولي علَت صيحاتُـــهُم أأُسرُ والأعداءُ حولي في الـــــحمى ؟
قلت : ابتسم , لم يطلبوكَ بذمــهم لو لم تكُن منهم أجلَ وأعظــــمــا !
قال المواسم ُ قد بدت أعلامُـــــها وتعرََضت لي في الملابسِ والدمـــــى
وعليََ للأحبــاب فـــرضٌ لازمٌ لكن كفي ليس تملـــــــك درهــما
فلت : ابتسم يكفيك أنك لم تـــزل حياً ولست من الأحِبةِ مُعدمــــــــا !
قال : الليالي جرعتني علقمـــــاً فلت :ابتسم ولئن جرعت العلقمـــا
فلعلَ غيركَ إن رآكَ مترنِمــــاً طرح الكآبة جانبا وترنمــــــــا
قال : البشاشة ليس تسعد كائنـــاً يأتي إلى الدنيا ويذهب مرغمــــا
قلت :ابتســم مادام بينك والردى شِبرٌ , فإنك بعد ُ لن تتبسََمــــــا
كان الإضحاك كما يقول مكدوجال ( McDougall ) في كتابه ( سيكولوجية الضحك ) " جرعة ضد ما هو تراجيدي " بحيث يصبح الضحك حيلة بيولوجية يتحايل بها الفنان على انفعالاته أو يشارك بها الغير في وجدان ما , أو يستعلي على موقف ما بضحكة يطلقها قد تحجب وراءها دمعة
لقد استوقفني هذا التعبير عند تأمل لسؤال قد يكون فيه الكثير من الجدل والآراء المتباينة وهو , هل نحن شعب يحب الضحك أم يميل إلى التجهم أو العبوس ؟ .
في واقع الأمر إذا بحثنا في الأدب المعاصر, لوجدنا أن الكتابات التي تناولت ( الفكاهة أو الفكهين ) أو بالمعنى الشعبي الدارج النكتة وأصحابها ) , هي كتابات نادرة ولا تحيط بهذا السؤال بشكل كامل . على عكس كتب التراث التي حوت أخبار الكثير من المضحكين والسمار ومشاهير الطرفة . وعلى سبيل المثال اذكر ( العقد الفريد ) لمؤلفه ( ابن عبد ربه الأندلسي ) في فصل ( الجوهرة في الفكاهات والملح ) , و ( المستطرف في كل فن مستظرف ) لكاتبه ( الأبشيهي ) , و ( الأغاني ) لكاتبه ( أبو الفرج الأصفهاني )..... إلا أن هناك جفاء بين القارئ وبين كتب التراث بشكل عام , ناهيك على أن الظروف التي أتت على ذكر أخبار هؤلاء الضاحكين تغيرت في عصرنا الراهن تغيرا جذريا .
ولعل غياب التدوين لأخبار الضاحكين في العصر الحالي هو عقيدة جزء من التراث أو الأدبيات الاجتماعية التي تعتبر أن الضحك مجاف للوقار والهيبة , فالنصوص الحالية التي تحض على الضحك ,على الرغم من قلتها ,تقف عاجزة عن الكم الهائل من تلك التي تذم الضحك , والتي أحيانا تربطه بالمجون المطلق إلى درجة ربطه بالموت ( كثرة الضحك تميت القلب )... .- بصرف النظر عن التجني على هذا المأثور وسلخه عن ملاءمته وصحته - وقد يعود السبب المباشر لذلك إلى الخلط بين الميوعة والتبذل وتحقير الآخر من جهة, و بين المتعة الأدبية والفكاهة المتجردة من جهة أخرى , وغالبا ما يفصل بينهما خيط دقيق جدا بحيث يبدو أحيانا من الصعب التفريق بينهما.
من الكتاب العرب المحدثين قلة محدودة اهتمت بهذا الموضوع , مثل عباس محمود العقاد في كتابه ( جحا الضاحك المضحك ) , وعبد العزيز البشري في كتابه ( المرآة ). إذ يقول البشري " ترد النكتة إلى خلل في القياس المنطقي بإهدار إحدى مقدماته أو تزييفها , أو بتوصيلها بحكم التورية ونحوها بما لاتصل به في حكم المنطق المستقيم , فتخرج النتيجة على غير ما يؤدي إليه العقل لو استقامت مقدمات القياس ... وهذا الذي يبعث العجب ويثير الضحك ) . وبشكل آخر فإن البشري يرى أن الإضحاك يعود إلى التناقض بين المقدمات والنتائج . وقد قدم هذا التفسير أيضا الفيلسوف الفرنسي هنري برجسون ( H. Bergson ) الذي كان مرجعا خصبا لكل من طرح هذا الموضوع من المفكرين العرب , الذين رؤوا في الضحك إصلاح لمزاج الإنسان وتوازن بين عناصر جسمه الأربعة ( الصفراوي والسوداوي والدموي والبلغمي ). ورغم ضعف تلك النظرية إلا أن فكرة إصلاح المزاج عن طريق الضحك فكرة مقبولة لدى الكثيرين . ويرى البعض أن استهلال الطرفة تحكمه الفصاحة والمفاجأة والترقب الخائب , حيث تقول نظرية الترقب الخائب ( التناقض بين الواقع المعاش والتصور المثالي ) في تفسير الضحك " أن عقولنا تسلك سبلا معينة في المواقف العادية , وهي مسالك ألفناها وتعودناها , وحينما يطرأ على الموقف شيء لم ننتظره , فسرعان ما يغمرنا الضحك ". بل يذهب سيجموند فرويد ( S. Froyd ) على القول بأن النكتة تؤدي دور الحلم في أغراضه التنفيسية , ففيها من التورية والاختزال والتلفيق ما في الحلم نفسه , بمعنى آخر الجمع في صورة واحدة لأجزاء لا تجمع في الواقع.
ومن طريف التعابير عن سيكولوجية الضحك ما يقوله الكاتب الانكليزي جوزين أديسون ( J. Addison ) حول الفكاهة " الضحك الراقي إنسان جده الأعلى الحقيقية .. وقد أنجبت الحقيقة أبا أسمته حسن الرأي , وهذا بدوره أنجب الذكاء , الذي تزوج امرأة من قريباته اسمها الفرحة , فأولدها مولودا أسمه الفكاهة "
يرى بعض الباحثين مثل العراقي ( خالد قشطيني ) في كتابه " النكتة السياسية عند العرب " , أن العرب لم يرتبطوا في أذهان الشعوب الأخرى بأنهم شعب صاحب نكتة , وهو الجانب الذي غالبا ما يشكل نسبة لا يستهان بها من أدبيات الفولكلور الشعبي لدى الشعوب , بل اشتهر العرب بالعبوس والتجهم وكثيرا ما يلصق ذلك بالشخصية العربية
. وقد لا أؤيد هذا الكلام على علاته , فالشعب العربي كبقية الشعوب له طرفه وملحه ونكته فهو غير خال منها , وإن كانت كفة الميزان تميل إلى الاتجاه الآخر . وإذا ما ذهبنا أبعد من ذلك نرى أن الفكاهات عند الشعوب الأخرى ( عن العربي ) تبنى على سلبياته , دون الأخذ بعين الاعتبار البحث الموازي في الأسباب غير الموضوعية التي رفدت الصورة العربية في مخيلة الغرب , كما فعل الباحث المغربي ( حسن نرايس ) في معرض كتابه " الضحك والآخر " الذي يتناول الفكاهة المتعلقة بالعرب عند الفرنسيين . إذ أنه تكلم عن الطُرف التي تلصق بالعربي ( سلوكه السلبي ) , دون اللجوء إلى التفسير الضمني لتوثيق الحاجات الفكرية والاقتصادية والاجتماعية المؤدية إلى هذا السلوك. وبتوضيح بسيط نجد أن أحد تفسيرات مجانبة الابتسام والضحك والطرفة في حياتنا , مرتبط إلى حد كبير بالواقع المعاش بكل جوانبه ( الاقتصادية والاجتماعية ) وقد لا يكون هذا السبب مقبولا لغياب البسمة عن وجوهنا ولكن لابد من تأثرنا به .
في التاريخ الحديث عرف العرب الضحك عبر بعض الكتابات – كما أسلفنا – والشعر , والنكتة بشقيها الاجتماعي والسياسي , واكتشف رواد الفكاهة في الوطن العربي المصادر الكوميدية الغربية منذ الربع الأخير من القرن التاسع عشر مثل سليم نقاش وأديب اسحق حيث ترجموا لموليير, ويعقوب صنوع الذي كان أول من أدخل الكاريكاتير إلى الصحافة العربية , ولعل أبرز من سخر النكتة السياسية ضد الاحتلال هو عبد الله النديم , الذي كانت لدية قدرة فذة على التنكيت حتى غدت شخصيته أقرب إلى الخيال منها إلى الحقيقة .
وعلى الرغم من التفات الشعر العربي إلى قصائد المديح والغزل والهجاء إلا أن الفكاهة – وإن لم تأخذ أبوابا كثيرة – كان لها نصيب في وصف الشعراء المعاصرين لبعض الصور الاجتماعية المحيطة .
يقول إبراهيم ناجي هاجيا :
يا عبقريا في دمامته ولدتك أمك وهي معتذرة
ويقول حسين شفيق المصري :
يقولون لي هل من وسيــط تجيبه شفاعته عند الحكومة تنفع ؟
فهل كانت الليسانس لما أخذتها شهادة تطعيم بها أتســكع ؟
وذلك الشاعر الذي صور ليلة فراقه عن زوجته :
&n ليلتي حين بت طالقة ألذ عندي من ليلة العرس
ويقول بيرم التونسي شاكيا حاله لحبيبته متوسلا ( لطلعت حرب ) صاحب أول بنك مصري :
سليمى لم يـــــكن بـــعدي لـــــصد أو عنـــى عنكِ
ولكـ ــن لم أكن ألقـــــى بجيبــــي نصـف إفرنــكِ
عسى أن تـــــصل الـــشكوى ( لطلعت ) صـــاحب البنك/span>
هو( الحرب) الذي أضحـــــى بمــصر هازم الضـــــنك ِ
وولقد استورد العرب في تاريخنا المعاصر الكثير من النكات السياسية من أوروبا في القرن الماضي . واكتشف السياسيون أهمية النكتة فاستخدمت كسلاح في المعركة ضد الأعداء أو عند عدم وجود أجوبة تقنع الرافضين للمبدأ من أصله .
كان فارس الخوري مندوب سوريا في الأمم المتحدة رجلا وطنيا , وقد دخل يوما في مناظرة مع المندوب السوفيتي اندريه فيشنسكي ( A.Feshinski ) عندما احتج الأخير على تكرار الخوري في حديثه اسم ( فلسطين ) ورد الخوري بقصة الزوجين اللذين ذهبا إلى المحكمة ... شكا الرجل أنه فقير وقد أزعجته زوجته لأنها تطلب منه بإصرار كل صباح جنيها ... وسألها القاضي هل هذا صحيح ؟ فقالت الزوجة نعم ولكني لا أطلب أن يعطي جنيها كل صباح , بل أطلب منه جنيها واحدا في حياتنا .
وينقل عن أنتوني ناتنج ( A. Nating ) وزير الدولة البريطاني الذي فاوض جمال عبد الناصر على الجلاء , أنه عند التوقيع نفذ الحبر من قلم ناتنج فاستعار قلم عبد الناصر وفي زحمة اللحظة وتاريخيتها, وضع ناتنج القلم في جيبه, فقال له عبد الناصر " لقد أخذت الكثير منا في المعاهدة فهلا أرجعت لي قلمي " .
ومع تسارع عجلة التطور تقلصت النكتة المكتوبة لصالح المروية, وبدأ فن الفكاهة يحفل بملايين النكات وخاصة في مجال النكتة السياسية . /span>
ممازال عالمنا العربي يحفل بالكثير من الهزات الاجتماعية والتناقض المثير بين ما هو مثالي وبين الواقع الموجع, وتحفل كل النشاطات الفنية بعناصر النقد للواقع المعاش , في المسرح والكاريكاتير والشعر . ولكن لابد لنا من السيطرة على مواجعنا وآلامنا, وليس لي من غاية في دعوتكم للابتسام إلا أن تعلو الضحكة وجوهكم , والتفاؤل
يزهر طريقكم , والآمال تجد في تحقيقها مسالكا - ولو ضيقة - إلى بيوتكم وأسركم وليس لي في النهاية إلا أن أدعوكم لقراءة إيليا أبي ماضي وهو يقول :
قال " الســــماءُ كئيبةٌ " وتجهَما قلت ابتسمْ يكـفي التجهُمُ في السما !
قال :الصِبا ولى ! فقلت له:ابتسـم لن يُرجِع الأسفُ الصِبا المتصرِمــــا !
قال :التي كانت سمائـي في الهوى صارت لنفسي في الــغرام جهنـــما
خانت عهودي بعـدما ملََكتُـــــــها قلبي فكيف أُطيقُ أن أتبَســـــــما ؟
قلت ُ :ابتســم واطرب فلو قارنتها قضيت عمرَكَ كلَه مـتـــــــألمـــا !
قال : العدى حولي علَت صيحاتُـــهُم أأُسرُ والأعداءُ حولي في الـــــحمى ؟
قلت : ابتسم , لم يطلبوكَ بذمــهم لو لم تكُن منهم أجلَ وأعظــــمــا !
قال المواسم ُ قد بدت أعلامُـــــها وتعرََضت لي في الملابسِ والدمـــــى
وعليََ للأحبــاب فـــرضٌ لازمٌ لكن كفي ليس تملـــــــك درهــما
فلت : ابتسم يكفيك أنك لم تـــزل حياً ولست من الأحِبةِ مُعدمــــــــا !
قال : الليالي جرعتني علقمـــــاً فلت :ابتسم ولئن جرعت العلقمـــا
فلعلَ غيركَ إن رآكَ مترنِمــــاً طرح الكآبة جانبا وترنمــــــــا
قال : البشاشة ليس تسعد كائنـــاً يأتي إلى الدنيا ويذهب مرغمــــا
قلت :ابتســم مادام بينك والردى شِبرٌ , فإنك بعد ُ لن تتبسََمــــــا
ضاحك- عضو نشيط
- عدد الرسائل : 40
السٌّمعَة : 0
نقاط : 12182
تاريخ التسجيل : 10/03/2008
رد: هل نحن أمة ضاحكة
راااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااائع يا رااااااااااااااااائع
سلمت اناملك وقلمك موضوع جميل يعكس الانسان الي بداخلك
دمت للبستان تقبل ازكى التحيااات
اختك شروق
سلمت اناملك وقلمك موضوع جميل يعكس الانسان الي بداخلك
دمت للبستان تقبل ازكى التحيااات
اختك شروق
شروق البستانية
[ . مشرفة القسم الأدبي. ]- عدد الرسائل : 327
الأوسمة :
السٌّمعَة : 8
نقاط : 12471
تاريخ التسجيل : 30/10/2007
رد: هل نحن أمة ضاحكة
مرحباااااااااااا
اخي ضاحك موضوع مغوغل راااااااااااااائع حبنا للمرح والفرح
جعلنا نترجمه الى واقعنا الى اريحة في التعامل وحل الامور
اسعدتني هذه المشاركة القيمة دمت بألف خير
مودتي لك بدون إنقطاع
اخي ضاحك موضوع مغوغل راااااااااااااائع حبنا للمرح والفرح
جعلنا نترجمه الى واقعنا الى اريحة في التعامل وحل الامور
اسعدتني هذه المشاركة القيمة دمت بألف خير
مودتي لك بدون إنقطاع
رد: هل نحن أمة ضاحكة
الأخ ضاحك أتمنى أن تبقى ضاحكا دائما شكراعلى الموضوع القيم
اتمنى الفائده للجميع لك مني كل الموده
شيمااااا- عضو ذهبي
- عدد الرسائل : 1249
الموقع : سوريا
العمل/الترفيه : مدرسة\\\\الكتابه
المزاج : هادئ
الهواية :
الأوسمة :
السٌّمعَة : 24
نقاط : 13127
تاريخ التسجيل : 14/10/2007
الصويرة مدينتنا ESSAOUIRA Notre Ville :: صور ومقاطع فيديو :: صورIMAGE :: قسم للمقترحات الجديدة والشكاوي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 16:10 من طرف nadia
» شراء اثاث مستعمل الجهراء - بأعلى سعر - الدليل
اليوم في 15:52 من طرف nadia
» تركيب مخيمات الكويت - جودة عالية خصم 20 %- الدليل
اليوم في 15:32 من طرف nadia
» شراء اثاث مستعمل الكويت - بأعلى سعر - الدليل
اليوم في 15:12 من طرف nadia
» موبي برايس ماركات الموبايلات
اليوم في 13:05 من طرف omnia10
» كراتين للبيع بالكويت- افضل انواع الكراتين
اليوم في 12:40 من طرف omnia10
» افضل شركة نقل عفش بالكويت
اليوم في 12:27 من طرف omnia10
» افضل شركة شراء اثاث مستعمل بالكويت
اليوم في 12:17 من طرف omnia10
» شركة تنظيف اثاث بالرياض - خصم 30% - اطلب مهني
اليوم في 12:06 من طرف omnia10
» شركة شراء اثاث مستعمل بالرياض -خصم 20 %-اطلب مهني
اليوم في 11:10 من طرف omnia10
» افضل خدمات منزلية بأفضل الاسعار-اطلب مهني السعودية
اليوم في 11:01 من طرف omnia10
» مقابر للبيع طريق السخنة بخصم 20% من مقابر الاقصى
أمس في 16:38 من طرف ranianashaat965
» افضل موقع بيع وشراء مقابر ومدافن واحواش في القاهرة والجيزة
أمس في 16:31 من طرف ranianashaat965
» اغتنم فرصة الحصول على مدافن للبيع بمساحات مختلفة فى كل مكان فى مصر - القاهرة الجديدة
أمس في 16:23 من طرف ranianashaat965
» شركة بيع وشراء مقابر بمساحات مختلفة وخصم يصل إلى 15% | الحرمين
أمس في 16:11 من طرف ranianashaat965
» ارضيات رخام وجرانيت ووترجيت - توريد وتركيب - الديب
أمس في 16:09 من طرف nadia
» سامسونج Samsung Galaxy A16
أمس في 15:54 من طرف omnia10
» تركيب رخام الواجهات - أسعار تنافسية - الديب
أمس في 15:52 من طرف nadia
» افضل شركة مقابر ومدافن للبيع بخصم 15% | جنة للمقاولات
أمس في 15:50 من طرف ranianashaat965
» تركيب مطبخ رخام خصم 10% - الديب
أمس في 15:38 من طرف nadia