يوميات مناضل

تعودت على البحث في معاني الكلمات، و صرت من كثرة عودتي لابن منظور و لسان العرب مدمنا على الغوص في بحار المعنى الغارقة، هذه المرة و انا ابحث في مرادف كلمة "مناضل" تهت و تاه ابن منظور معي ، الا من اشارة وجدتها بعد جهد جهيد، و هي اشارة لبحث اخر مطول حعلني اهيم في تاريخ ماض ايام كان القذافي يزأر و يصول و يجول في صحراء بلاده القاحلة الا من براميل النفط و في ارجاء الولايات المتحدة الافريقية من النيجر الى مالي ليبشر بنظريته العالمية الثالثة، أيام كان فيها المناضل بطل حسب نظرية الفصل الثالث من الكتاب الاخصر الذي اصفر مع التحول الكبير الذي شهده العالم و التقط مضامينه القذافي و قذف بالنضال الى داخل خيمته الكبيرة التي ترحل معه و ترتحل اينما راح، خيمة يوحي بها للنضال الاسطوري التي خاضته قبائل الشن طن من اجل تحقيق عدالة الفتن ، تلك الخيمة المرادفة للنضال وجدت لها مكانا في قلب باريس و بها تيمن ساركوزي قرب قبول مشروعه المتوسطي.
لقد لاحظتم لا شك ان النضال يجعل الانسان تائها و ها انتم تشاهدون كيف اصبحت تائها حينما فكرت في البحث عن كلمة مناضل و لكن تيه و تيهان محبذ لانه يحيلني على زمن مضى كانت فيه اذاعة صوت الوطن العربي الكبير صوت اللجان الثورية تصدح ليل نهار بأن "المناضلين ابطال و لكن أي ابطال هم رجال ضحو من اجل الاخرين و لكن أي اخرين هم الاخرون الذي تربط بينك و بينهم علاقة" الفصل الثالث من الكتاب الاخضر و كان الصوت الذي يلقنها اياها صوت جميل – يضاهي صوت عبد الرحمان ال راشي - يحترم مخارج الحروف بدقة، صوت يشدو و تجد اذنك متجهة نحو صداه لتسمعه بإمعان حتى تعطي اشارة للقلب لالتقاط الذووق الاتي عبر اثير اذاعة الجماهرية، و يعطي القلب اشارة التحرك للفم ليردد على مسامع الاخرين ما التقطت اذنه عبر الذبذبات الهرتزية للاذاعة المناضلة، ايام كانت و أخرى صارت و المفهوم غير المفهوم و الخيمة الثورية صارت خيمة أمنية ، و المناضل صار ذلك الشخص الذي يمتطي لاقطا ليقول أعزائي و احبابي ، صار المشهد مختلفا و المناضل الذي كان يسكن كهوف السيرا مايسترا ايام تشي غيفارا و الذي كان يحلم بمجتمع العدالة و يمارسه لم يعد له وجود بفعل تلاحق الاحداث و المشاهد و بفعل التحول الكبير الذي عرفه العالم. صار المناضل أنيقا يضع رباطة العنق و يقرأ شعرا و يصدح بملء فمه متحديا الجميع ( اعزاءه الذين خاطبهم صارو متحديه )، اصبح المناضل يستعرض اسماء في التاريخ ليسقطهم على الجغرافيا الافتراضية، صار الكل يبحث في الكل عن الكل.
صار و صرنا و في الصيرورة استحضار للتاريخ و في الحاضر تاريخ مقروء و في المستقبل تاريخ يكتب عن المناضلين الحقيقيين و في اللحظة سلام عليكم

ملحوظة:
إن أي تشابه بين الشخصيات الضمنية في هذه الخربشة النضالية و بين الواقع هي مجرد صدفة، و ننبه الجميع اخد هذه الجزئية بعين الاعتبار قد لا نأخذ بجريمة التصريح.
المقال ممنوع على من له اقل من 18 سنة نضال

بوركت على الموضوع القيم بالفعل كم نحن في حاجة ماسة الى نضال ليس كأي نضال إعتقده البعض نضال فرأينا من تحت العجب

تحياتي لك على المقال الجيد

تحية لك اخي ضاحك عن الموضوع

حقيقة انا ايضا تهت معك في البحث ولكني لم اتوصل الى شئ الا انه في اخر ماكتبت توصلت الي الاتي

المناضل ليس ربطة عنق ووقوف في المنابر وقيادة تظاهرة المناضل ليس من يقول انا اناضل وانا مناضل

المناضل هو من يحترم الانسانية ويبحث عنها بداخله قبل ان يتساءل عنها عند غيره المناضل يعرف

بضم الياء) عند الازمات ومدى ضبط النفس في الهزات النضالية المناضل من يؤرخ له (بضم ياء وتشديد الراء))

ولا يؤرخ هو طريقه النضالي

شكرااا لك مرة تانية على موضوعك واختم كلامي بنفس ملحوظتك:

إن أي تشابه بين الشخصيات الضمنية في هذه الخربشة النضالية و بين الواقع هي مجرد صدفة، و ننبه الجميع

اخد هذه الجزئية بعين الاعتبار قد لا نأخذ بجريمة التصريح

المقال ممنوع على من له اقل من 18 سنة نضال