خربشات مرتاح

من طرف **Notre Ville** السبت 22 مارس - 13:43

خربشات مرتاح للجميع

تأبطت دميتها والتفتت إلى أترابها والخوف يمتزج بقطرة دمع على خديها ,قالت بحشرجة في صوتها - لا تأخذوا دميتي لا تأخذوا دميتي - توقف كل من في الساحة ونضر إليها وأوراق أسئلة غريبة تتطاير من أعينهم.كانت خائفة ترتعش خائفة من فقدان ما تبقى لها من ذكريات طفولة .خائفة أن يلتهمها طوفان بحر أدمي مجرد من كل براءة إنسانية .دميتي لا تبتعدي لا تفارقيني -لا تسقطي من يدي - فاتجهت بنظراتها إلى عمق الطريق الطويل الذي يأخذ كل عابر إلى ما لا نهاية .والدمية بين أحضانها ترجو أن تضل في مكانها بين ذكريات طفولة ومتاهات سنين مرت...

دمعة
تساقطت دموعها كحجر امرؤ القيس في القصيدة بغزارة على ضفاف بحيرة .وبيدها حصى تلقي بها على سطح الماء لتغيب بين دوائر متموجة صورة الوجه الملائكي البريئ.تجلس القرفصاء لتلتقط حصى أخرى لتمارس لعبتها الدائرية ,والوشل يعتم جفونا أسقمها أرق وسهاد .
لازالت تحس, وتسمع زفرات ,وتشم خليط العرق بالتراب ,وهي كريشة بيضاء بين غيبوبة اليقظة و كابوس طويل , بين أمواج خضم تعلو إلى السماء وتهوى بين ذراعيه القويتين , تفتح عينيها الغارقتين في البحر وتغمضها لتسبح فيه , تتقاذفها رغبات وجه اسمر وجسم عنيف وقوي لترمي بها إلى شاطئ مهجور حيث تغوص في سبات طويل .تستيقظ على طنين ذباب ولفحة شمس وفستانها الممزق وذراعها العاري وقدميها النحيلتين .تستجمع قواها لتقف وتسير متثاقلة في اتجاه بيتها ,تسير وتسير والشرود يعم صمته المكان .والرهبة والرعشة _كابوس_ بين رجليها كسلاسل حديدية .تدخل لترتمي فوق سريرها, تضع خدها على الوسادة ,لترسم خصلات شعرها غصون شجرة مبتورة الجذور ,تتلوى يمينا و يسارا ,ثم تقوم لتجلس, فتجد أوراق وردة حمراء منثورة على فستانها الأبيض .لتقول لقد عبث بوردتي ,لقد كسر برعم حياثي, فتتساقط دموعها ...كحجر امرؤ القيس في القصيدة...

حان وقت الرحيل ,حملت صورة ابنها الصغير ومفتاح علبته لوراقها الشخصية,لا تعرف وجهتها ,ألقت بأخر نظرة على المكان ,المائدة الصغيرة والسرير المتآكل بفعل السنين ,انحنت على كوب ماء لترشف أخر جرعة منه, توقفت عند فتحة في جدار البيت الخشبي تتأمل خيوط الأصيل المنبعثة,شردت أمامه إلى أن ذابت وسط عتمة المساء , تنهدت وقصدت الباب في أخر خروج لها من هذا العش الصغير , عش مازالت صدى آلام السقم, وآلام صراخ المرض, وصوت صغيرها الصغير يئن تحت رحمة المرض وأخر صرخة له في الحياة قبل تخطفه أيدي الحمام .

الليل بدأ يجن والكل متوجه إلى سريره متعبا بعد يوم طويل شاق, ستبدأ رحلة المجهول في دهاليز العتمة ,محطة القطار , العابرون قلة ...وكراسي الرصيف خالية إلا من عجوز يتناول غليومه وقطة سوداء بجانبه لا تكثرن لشيئ ,وضوء خافت متواطئ مع وحشة المكان , والساعة الحائطية تشير إلى الساعة العاشرة , والقطار الأخير لن يصل إلا بعد نصف ساعة ,تجلس على كرسي الرصيف, لتسافر في زمن الذكريات مع المكان , لتشاهد شريط عنوانه الشقاء والبؤس وغدر الزمان , شريط ليس له مخرج وليس له كاتب , بل من صنع رجل قوي يفهم في كل شيء ويسطر كل شيء ويجعلنا أبطال تراجيديا الحياة-القدر-.

تقفز من مكانها على وقع صفير القطار كوحش كاسر ينقض على فريسته , لتجد الوحش أمامها فاتحا ذراعيه ليحملها إلى وجهة بدون عنوان .تصعد لتسير في رواقه باحثتا في كراسيه الفارغة عن شيء مفقود , لتأخذ زاوية المقصورة الأخيرة ...

ويسير القطار , وتدخل في شرود آخر,في صمت رهيب تقف أمام لحظة ذكرى جميلة ,تلامس أنامل يدها اليسرى بحياء ورعشة يد حبها الأول ,يرفع يدها , يقبلها , تذوب بين ذراعيه , رأسها على صدره , تسمع دقات قلب ينطق بحرارة أحبك , ترفع رأسها لتقرأ في بريق عينيه عن كلام.... عن كلمة افتقدتها في الأم والأب والأخ والصديق , كلمة تريح الفؤاد والنفس , تغوص في معاني عينيه ولغة دقات قلبه , تفتح عينيها على صوت مكبر الصوت يقول المحطة الأولى ........ المحطة الأولى .........يقف القطار, يفتح ذراعيه, يصعد المسافر تلو المسافر ,يعج بضجيج وصخب , وينطلق مرة أخرى ........

يجلس طفل صغير بجانبها , تلقي نضرة إليه , يرف قلبها تتحرك الأمومة في دواخلها, تقفز إليه لتضع قبلة على خديه , يبادلها ابتسامة بريئة , تبتسم إليه ودمعة باردة تنزل من على خديها ,لتتوه مرة أخرى في لحظات الحزن والشوق ورغبة ممارسة لعبة الأم ,صغيرها تشتاق إليه , تشتاق إلى بكائه,صرخاته, تشتاق وتشتاق رائحته البريئة , إلى سريره البنفسجي , تشتاق إلى سهر الليالي الشتوية وهي تتحسس دفئه وبرودته ....

تقوم من مكانها , تسير في اتجاه ضوء المقصورة الخافت , تفتح علبتها , تأخذ صورة فقيدها الملائكي , تقترب من سنا القطار الخافت , تقبله وتنهمر سيول دموع وتتأوه بحسرة كأنها روح تخرج من جسد في لحظة احتضار, اشتقت إليك بصوت خافت , ترى هل أنت دافئ في مكانك ؟ هل تسمع صوت نداءاتي؟ ...

تنام على صورة ابنها,يصل الوحش إلى أخر المحطة , تستيقظ على وقع صراخ المراقب....فتنزل إلى الرصيف , لتطأ مكان غريب , مجهول ,وأولى خيوط الصباح ترسم بداية يوم جديد لا تعلم أين سيحملها , يلفحها نسيم , يرعش جسدها وتصعد قشعريرة لتستقر بين فرائس صدرها النحيف والجسد المثقل بالتعب , تخرج من المحطة لتنطلق في البداية , تمشي متثاقلة تنضر في وجوه الناس كمن يبحث عن قريب أو حبيب ,الناس منشغلة في همومها وأشغالها , والضوضاء بدأ يعم المكان لتضيع في زحمة و جلبة لم تعهدها, تقف بين الفينة والأخرى لتستوعب وهي حائرة مندهشة , كل العناوين غريبة , كل المنازل مجهولة , كل الوجوه جديدة ,أي عنوان تقصد؟أي الأبواب تطرق؟أي وجه ينضر إليها ؟ ؟ ؟ ؟
تشتد حرارة اليوم, تجلس في الحديقة العمومية لتستريح .قررت أن تنطلق, عزمت أن تأخذ دورا أكثر إثارة,أن تقول للقدر أتحداك ,أن تنزل إلى مسرح الحياة , فرأس مالها الدفين لم تستثمره بعد , , لكن حثي الكلمات تخونها واللغة الجديدة لا تجيد أبجدياتها , مشوار طويل .ترفع رأسها , تقف على رجليها , تقول لعابر قربها ...أين نحن سيدي ؟فيقف لحظة ويجيب بغلظة ودون اكتراث نحن في غابة الذئاب , ويكمل المسير , يمر الآخر ...وتسأل عن الساعة ...فيجيب بصوت خشن ...في آخر العصر, وأدركت أنها في مكان وزمان غريبين , مسحت العرق المتصبب من جبينها , أخذت تسير وسط مد بشري كقشة يحملها تيار جارف , ليقذفها إلى بيت غريب .
بينهما , تطرح الأسئلة, يكثر الكلام , لعاب الذئب يسيل , ولحم الفريسة بدأ يزهو , دهاء ومكر , خديعة وبراءة , صدق وكدب , مد وجزر , استسلام ورفض, ارتفاع وحضيض , وقيم وأخلاق تتمرغ في وحل الخطيئة , في ليلة واحدة عليها أن تعيش , أن تجد حيزا في وكر وعش ومغارة كل الوحوش...

تستيقظ , تجلس على فراش الخطيئة , تنضر إلى الوسادة الأخرى, تهيم في لحظات طويلة تسرح في كلماته الأولى ....يجري إليها ...ينزعها من وسط الزحمة ...يغازلها يسقيها جرعات شفتيه ..تغرق في زفرات صدره الممزوجة بنخب ماء الحياة ... تتلوى بين ذراعيه ...يلتحمان كجسد واحد ... بين حين ورعشة تسمع صوت وليدها الغائب... تغرق في بحر المتعة...

يسكن الليل , ويتحرك الجسد , ويتكلما لغة شبقية , ينام الجسد الثمل بجانبها , تأخذ حصتها من نغم الأوراق النقدية, تنام ......
تستجمع قواها , تلبس ثيابها و تنحني على حدائها لتتجه إلى باب الغرفة , تخرج إلى الساحة مرة أخرى ليبدأ يوم جديد ...توالت الأيام... والليالي تتشابه ... كعادتها في المقصف حيث يصطادوها ذئاب الليل , يرن شيء في صدرهاو تخجل من نضرته كغير العادة, فشعاع نضرته يأسرها و تتجمد قدميها , يقترب منهاو يجلس بجانبها . تتمنى أن يتكلم ,بعد أن اختلطت عليها الصور والتشابه , والشيء الغريب الجديد عليها يأسرها في سجن الصمت والجمود ,يضع يده على كثفها بلطف كتيار مغناطيسي ادخلها في سفر وسط ظلمة الكون. ترفع رأسها إليه لتغمرها ابتسامته .
بحياء, بخجل, بشيء غريب ,تسأله , من تكون؟ من أين أتيت ؟ ...؟...؟في صمت يأخذها ليهربا من المكان .
يأخذها إلى مطعم المدينة , فوجبة محترمة قد تعيد لها نبضها , يحرك الكرسي إلى الوراء لتتقدم إليه كأميرة , تجلس باستحياء والخجل , فهي التي لم تتعود على الأماكن الفخمة عليها أن تلعب دورا أكثر عنفا وأكثر قسوة, يقف النادل أمامها فتفقد تركيزها وتنضر إليه كمن يرجى النجدة , يبتسم في وجهها ويتصرف ...
كانت وجبة لذيذة لم يتخللها أي كلام بل نضرات فقط كانت تعبر عن أسئلة كثيرة ....

ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
ههههههههههههههههههههههههههههه

bob marley

من طرف **Notre Ville** الأحد 23 مارس - 19:45

عبدوووووووو في بلاد الموحدين.... ههههههههههههه

اجاي يدير هناااا

من طرف لالش الخميس 27 مارس - 7:15

لا اعرف مدى هذه الخربشات ولكن الاسلوب المكتوب فيه هذه الخربشات هو اسلوب كاتب محترف عنده امكانية ليست بقليلة جميل صديقي شاكر اسلوب جميل وخربشات جميلة اذا كانت لديك هذه الامكانية الجميلة في الكتابة اتمنى لك التوفيق والمواصلةاستعجبت من الاسلوب الجميل لم اجد اخطاء املائية وجدت تسلسلية وربط جميل وتنقيح جميل

من طرف **Notre Ville** الخميس 27 مارس - 9:24

طبعا اخي لالش انت تقصد مرتاح وليس شاكر

لان مرتاح هو من قام بكتابت هده الخربشات

وانا قمت بضمها لبعض

دمت بالف خير

خربشات مرتاح

خربشات مرتاح

رد: خربشات مرتاح

رد: خربشات مرتاح

رد: خربشات مرتاح

رد: خربشات مرتاح