تخليد الذكرى الخمسين لتأسيس الأمن الوطني

خلد الشعب المغربي يوم الثلاثاء الذكرى الـ50 لتأسيس الأمن الوطني، وهي مناسبة للوقوف على المهام والأدوار التي مافتئت تبذلها هذه المؤسسة الوطنية التي حرصت دوما على الجمع بين مهامها الأمنية الصرفة والأدوار الاجتماعية والاقتصادية والتنموية لفائدة المواطنين

فقد عمل الأمن الوطني منذ تأسيسه على يد المغفور له محمد الخامس في16 ماي 1956 ، على الدفاع عن مقدسات الوطن وإرساء الأمن والطمأنينة بالبلاد والحرص على تطبيق القانون ضمانا لسلامة أمن الأفراد والجماعات، بالإضافة إلى التدخل في حالات الكوراث الطبيعية لإنقاذ وإجلاء الضحايا وحماية ممتلكاتهم.
كما يحرص الأمن الوطني على ضمان حسن سير مختلف التجمعات الكبرى والمسيرات والملتقيات الرياضية والأنشطة العمومية. ولأن القيام بهذه المهام على الوجه الأكمل يمر عبر الاحتكاك اليومي والميداني مع المواطنين، في جميع الحالات المحتملة, فقد حرصت مصالح الأمن الوطني على إرساء علاقة مع المواطن قائمة على الاحترام المتبادل والثقة والتضامن والتواصل.

وقد توج المجهود التواصلي للأمن الوطني بإصدار "مجلة الشرطة" التي تعنى باطلاع المواطن على مهام الشرطة وهيكلتها وآليات عملها ومجالات تدخلها, كما تمثل مجالا لرجال الشرطة للحديث عن مشوار مهامهم اليومي وتقاسمه مع المواطن والتواصل معه.

وشكل تطوير آليات العمل وتقنيات التدخل وتوسيع نطاق مجالات التواجد الميداني وتطوير مناهج التكوين وتأهيل العنصر البشري وحسن تدبير الموارد البشرية, محط اهتمام دائم بالنسبة لمؤسسة الأمن الوطني منذ إحداثها.

وفي هذا الإطار, ومن أجل مكافحة الجريمة بشتى أنواعها, وتعزيز أمن المواطن واحترام القانون عززت إدارة الأمن الوطني أجهزتها بخلق "المجموعات الحضرية للأمن"، التي أوكلت إليها مهام ذات طابع وقائي ردعي أو زجري, كما أنها تعمل على تنظيم السير والتدخل الآني في الموافق المستعجلة.

وتسعى هذه الخطوة, التي تندرج في إطار المقاربة الجديدة للإدارة العامة للأمن الوطني, إلى تمكين قوات الأمن من جميع الإمكانيات المادية والبشرية والقانونية للقيام بواجبها في حماية الأشخاص والممتلكات.

أما في ما يخص جانب التكوين, فإن المعهد الملكي للشرطة يقوم منذ تأسيسه بتكوين وتأهيل رجال أمن مدربين تدريبا عاليا يساهمون في ضمان المناخ السليم لممارسة الحريات الفردية والجماعية في إطار دولة الحق والقانون.

ولمواكبة ما يستجد في الميدان الأمني عالميا, فإن الأمن الوطني يحافظ على علاقات تعاون وتبادل الخبرات مع مجموعة من الدول الصديقة والشقيقة, وتشغل شرطة المغربية موقعا متميزا داخل الشرطة الدولية "الأنتربول" كما تشارك بفعالية في لقاءات دولية وعربية ومحلية.

ولإحياء الذكرى الخمسينية لتأسيسها, تنظم مصالح الأمن الوطني, على امتداد ربوع المملكة تظاهرات هامة ذات طابع ثقافي ورياضي واجتماعي, على غرار تنظيمها أول أمس السبت, السباق الوطني الأول على الطريق (10 كلم) تحت شعار "الشرطة في خدمة المجتمع والرياضة

إن الاحتفال بالذكرى الـ50 لتأسيس الأمن الوطني، يشكل مناسبة لأسرة الأمن الوطني للوقوف على حصيلة عمل نصف قرن من العمل والتطور الدؤوبين، وكذا فرصة للتفكير في الخطوات والتدابير الواجب القيام بها لمواكبة التطور الذي تشهده البلاد، تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس.