أيتها الأم العاملة كيف تعوضين طفلك فترة غيابك عنه !!??

عندما دخلت المرأة ميدان العمل كانت تتوقع بعض ما سيواجهها من مشكلات و خاصة المرأة الأم و
لذلك كانت »تحسبها« جيداً و إن كانت حساباتها خاطئة فهي حتماً ستفشل و بالتالي عليها الإختيار بين الأمومة و العمل ... سيدات كثيرات واجهن مصاعبهن و نسقن أمورهن و لكن كان أمامهن سؤال هام يطرح نفسه : كيف تعوضين أيتها الأم العاملة طفلك فترة غيابك عنه ?? ...‏
المرأة عاملة منذ القديم‏
ما لفت نظري مع مجموعة اللقاءات التي أجريناها مع عدد لا بأس به من سيدات عاملات بمختلف المواقع و الأعمار أن هناك آراء قوية جداً سمعناها من مجموعة من السيدات اللواتي عايشن حياة الريف فقالت إحداهن : لماذا تعتبرون أن في أيام زمان لم تخض المرأة مجال العمل إن المرأة عاملة منذ القديم و خاصة المرأة الريفية و لكن لم تكن تتلقى أجراً فهي تعمل في حقل الأسرة و هذه المهام كان يستخدم لها ما يسمى ب¯ »الفعيل« أو »الفلاح الأجير« عند العائلات الغنية ...‏
لقد كنا نترك أطفالنا منذ الفجر و حتى المغيب نقوم بأعمال الزراعة كافة إضافة إلى جمع »الحشيش« للدواب .. و غيرها من الأعمال .. و الأم التي تبقى بالمنزل ليست أفضل حالاً فهي تقوم بواجبات عديدة ولا تستطيع الإلتفات إلى أبنائها حتى و إن كانوا في فترة الرضاعة إحدى المشاركات معنا في الحديث قالت : و الله أذكر أنني عندما عدت من الحصاد فترة المغيب كانت طفلتي تبكي بقوة فقد كانت جائعة و عندما تساءلت عن السبب بالرغم من أنها تتناول الحليب بالزجاجة عرفت الجواب عندما حملتها فقد كان الحليب ينسكب في رقبتها و على صدرها و حماتي لم تنتبه لذلك ...‏
أما باقي الأولاد فلم يكونوا أوفر حظاً .. فكيف لي أنا المتعبة من عناء العمل في الأرض أن أعوض أولادي فترة الغياب عنهم و هل بقي لدي قدرة و طاقة للتعويض و لكن ما كان يجمع الأسرة وجبة الطعام و كان يكفيني أن يقف أولادي بجانبي و أنا أخرج رغيف الخبز من التنور فرحين برائحته الذكية , و كنت أشعر بسعادة طفلي عندما أضع له بيضة لتشوى على نار الحطب ..‏
إنها حياة جميلة و بسيطة -رغم قسوة العمل- و خالية من تعقيدات هذه الأيام كان يكفي الطفل أن يرى نظرة حنان من أمه المتعبة حتى يشعر بالرضى أما أبناء هذا الجيل فالأم تقدم كل ما باستطاعتها (نفسياً , و مادياً..) و تجد الأبناء لا يقدرون .. و أحيانا العكس صحيح .. فبعض الأبناء يفتقدون حنان الأم ..‏
مجالات عدة‏
بعض السيدات العاملات في مجال التدريس ممن التقيناهن أكدن أن تعويضهن للأبناء يكون أفضل من العاملات في مجالات عمل تتطلب جهداً و وقتاً .. السيده (س ) قالت : أحاول أن أعوض لأبنائي فترة الغياب بشتى الوسائل المادية و المعنوية كما أنني أحاول أن أهيء لهم الظروف المناسبة للدراسة و في حال العطلة أقوم بتنسيق الرحلات و الزيارات و أبقى قريبة منهم حتى لا يشعروا بغيابي فترة العمل ...‏
سيدة أخرى موظفة قالت : إن فترة غياب الأم تكون أصعب على الطفل الصغير فهو يحرم من حنانها خاصة فترة تناول الطعام ...‏
و لكن ما إن يدخل الأولاد مرحلة المدرسة حتى يختلف الأمر لأن الجميع يكون قد خرج من البيت فحتى الأم غير العاملة يبتعد عنها أبناؤها ..‏
للتعويض المادي مساوىء‏
السيدة نوال موظفة تشكو من قلة حيلتها فقد حاولت تعويض أبنائها فترة الغياب فاختارت أن تغدق عليهم الهدايا و الألعاب .. حتى أصبح الأولاد »يطنشون« عن استقبالها بالقبلات و الأهازيج و أصبحوا يركزون بصرهم على ما تحمله بيديها و المصيبة إذا لم تحضر معها ما يسر بالهم فهنا تتلقى وابلاً من الإتهامات بأنها غير محبة لأولادها و غير حنونة و في بعض الأحيان يرفضون الحديث معها أو الإستماع إلى تبريراتها ...‏
لقد انتفت المحبة و المودة و أصبحت المادة هي المسيطرة و هذه ضريبة تدفعها الأم العاملة ..‏
الفراغ العاطفي‏
السيدة /ف - موظفة قالت باعتقادي موضوع علاقة الأم بالأبناء و تعويض فترة الغياب ليست مرتبطة بالغالب ,بعمل الأم أو غيابها فأنا أعرف الكثير من الأمهات غير العاملات و لكنهن لا يعرف التعامل مع أبنائهن و لا يعوضوهن الفراغ العاطفي أو التواصل الأمومي من خلال متابعة الأم لأمور أبنائها الدراسية و الإجتماعية أو بعض المشاكل التي يمرون بها ... إنها موجودة معهن بالجسد فقط و تتابع أمور المنزل من مأكل و مشرب و لكن هل هذا يكفي ?? ...قد يرى البعض أن مجرد وجود الأم أمام الأبناء كاف و هذه وجهة نظر و لكن بإعتقادي أن التواصل العاطفي و هذا التخاطر بين الأم و ابنها أو ابنتها هام جداً ... و قد تكون على أساسه حياة مستقبلية كاملة ...‏
و للأبناء ... آراء‏
معظم من التقيناهم من أبناء /سنوات دراسية مختلفة/ أكدوا أن الأمر يعود إلى ما يعتاد عليه الأبناء ومحبة الأهل لا يمكن أن يؤثر عليها أي موقف ... إحدى الطالبات الصغيرات أكدت لي أنها تحب أمها كثيراً رغم أنها موظفة و هي مقتنعة أن أمها تذهب إلى العمل و لكنها تحب أن ترافقها إذا
ذهبت إلى أي مكان آخر لأن الوقت الذي تقضيه خارج عملها هو من حق الأسرة و الأبناء‏
أيتها الأم العاملة كيف تعوضين طفلك فترة غيابك عنه !!?? 0198

أيتها الأم العاملة كيف تعوضين طفلك فترة غيابك عنه !!?? 0198

بارك الله فيك على الموضوع القيم

شيماااااااااا المرأة الان اصبحت بين قوسين مجبرة على الخروج للعمل في ظل الظروف الانية !!! نظرا الى مرجعيات عدة ويأخد بعين الاعتبار القبول على المرأة في ميادين كثيرة كان الرجل يحتل فيها الصدارة الشيء الذي جعل من المرأة مطلوبة في سوق الشغل وهوا ما قادها الى التخلي جزئيا عن مهمتها كربت بيت . وهنا يبدأ موضوع اختي شيما في شرح الظاهرة

دمتي بالف خير