لا نستغرب موقف العرب

من طرف yassine السبت 5 أبريل - 15:57

لماذا تستغربون موقف العرب؟!!


	لقد استغرب بعضنا موقف بعض الدول العربية مما يجري من تدمير لبنان، ووقع لدي البعض الآخر موقع الصاعقة أو الخنجر في قلب الأمة العربية، وهذا الموقف الانهزامي المتخاذل يتمثل في تعليق بعض الدول العربية سواء تصريحا علي لسان ساستها أو من خلال آرائهم في مجلس وزراء خارجيتهم في إطار اجتماع جامعة الدول العربية، أو في ترددها أو مواقفها الفاترة علي عقد مؤتمر القمة لاتخاذ موقف جماعي إزاء ما يتعرض له سكان لبنان وفلسطينيو غزة، تدميرا للحجر والبشر لكي تحترق الأرض وناسها فتمسي يبابا. وموقف تلك الدول موضع الاستغراب قد تجلي في إعلان مواقفها حين اكتفت بأن تنظر بقلق بالغ قلق فقط مهما كان بالغا للأحداث الدامية التي تدور الآن في لبنان وفلسطين، مطمئنة إلي مقولتها من أنه لابد من التفرقة بين المقاومة الشرعية والمغامرات غير المحسوبة التي تقوم بها عناصر داخل الدولة دون اللجوء إلي دولتها، أو دون التشاور مع الدول العربية (!!) ومن ثم علي هذه العناصر أن تتحمل وحدها المسئولية الكاملة، وعليها يقع عبء إنهاء الأزمة التي أوجدتها. وبصرف النظر عما أحدثته تلك التصريحات من صدمة مزلزلة في صفوف المقاومة اللبنانية والفلسطينية، فإن ما نريد إيضاحه هنا المصدر الذي ربما يكون قد أوحي بمثل ذلك الموقف، وأستعين هنا بما ورد في مجلة (نيويورك تايمز/ عدد أسبوع/ 24 يوليو 2005) في مقال لمايكل هيرش، يشير في مقدمته إلي أن ما يجري في الشرق الأوسط يمثل أشد الاختبارات لأعمدة السياسة الخارجية التي يتبناها الرئيس بوش في مقاومة الإرهاب، خصوصا أن فريقه المسئول عنها قد فوجئ بما حدث في لبنان علي الإطلاق، ولعل ذلك نتيجة لما كان يشغلهم من انفجارات الحرب الأهلية في العراق، وموقف إيران الصامد بما لا رجعة فيه من استمرارها في برنامجها النووي، إلي جانب صواريخ كوريا الشمالية التي بدأت تنطلق في أجواء شرقي آسيا، هذا إلي جانب انشغال الرئيس بوش نفسه بما سوف يتمخض عنه اجتماع الأقطاب الثمانية من قرارات تدعم سياسته. ومع بلوغ خبر اندلاع الموقف العسكري في لبنان وأنا هنا اقتبس حرفا من المقال بدأ الرئيس بوش وهو في طائرته الحربية رقم (1) يقوم بجولة من الاتصالات مع حلفاذه من الدول العربية، وبخاصة مع مصر والأردن، يرجوهما في مكالمته من الطائرة رجاء حارا بأن يصفا ما يقوم به حزب الله علي أنه انتهاك واضح للقانون الدولي!! وهو يؤكد للقادة العرب، أنه قد استحث إسرائيل علي تجنب القيام بأي عمل قد يؤدي إلي سقوط الحكومة اللبنانية، وأن علي سوريا أن تمتنع عن أي مظهر من مظاهر السيطرة علي جارتها. وفي الوقت ذاته طالب حلفاءه العرب بالضغط علي حزب الله من خلال عقد اجتماع لجامعة الدول العربية في القاهرة، وفي مقابلة خاصة بمجلة نيوزويك صرح بوش بأنه دعا القادة العرب قائلا: علينا أن نحذر من أن يكون هذا الاجتماع من قبيل الاجتماعات المألوفة التي تدين إسرائيل، لأن مثل هذه الإدانة سوف تغطي علي المجرم الحقيقي حزب الله وحماس أ. ه. ويتابع كاتب المقال بأن الرئيس بوش كان في غاية الابتهاج حين أصدر بعض قادة العرب تصريحاتهم في ضوء توصياته. ومع ذلك ترددت تصريحات بوش بأن غزو لبنان إنما هو دفاع مشروع لإسرائيل عن نفسها، وأن عليها ألا تستخدم قوتها غير المتكافئة في الحرب!! وقد علق علي ذلك أحد النواب اللبنانيين في مرارة ساخرة، بأن ما يعنيه بوش بأن تكتفي إسرائيل في تدميرها لمحطة الكهرباء مثلا بأن تسقط عليها من قنابل طائراتها سبع قنابل بدلا من عشرة!!. وبعد قراءة مقال تلك المجلة، أدركت أيضا حقيقة ما جري من مشاحنات وتناقضات في مشاورات مجلس وزراء الخارجية العرب، وتذكرت مقولاتهم في أن سياستنا الخارجية والداخلية إنما تنطلق من قناعاتنا ومصالحنا دون تأثر بأي ضغوط خارجية، ومعذرة حتي آخر سطر في مقالي مازالت غير مصدق لما ورد في مجلة نيوزويك!!. أما بعد مبلغ القول إن الوطن العربي الذي استبدل اسمه بمنطقة الشرق الأوسط الجديد تدكه آلة إسرائيل العسكرية في لبنان وفي فلسطين، وتنذره بالتهديد والرعب لكي تملأ أجواء بقية دوله، أكتب هذه الأسطر في اليوم الثاني عشر من غزو لبنان ونحن نشاهد ونسمع عن عشرات الشهداء كل يوم في كلا البلدين، وليس لحكامنا من سعي إلا المناداة بضرورة إيقاف العدوان علي الفور وما تتمخض عنه قرارات مجلس الأمن التي من المسلم بها أنها لم تكن يوما في صالح أي قضية عربية مع صوت أمريكا المعروف. وإسرائيل تؤكد أن المعركة طويلة، وكونداليزاقامت بزيارتها، علم الله ماذا لديها،ه من سوء التدبير، ومن منطق الأحداث لن يكون في صالح لبنان أو فلسطين، وأتساءل هل سنصل إلي موقف أو حالة دون الصفر كما أكد الأمين العام للجامعة العربية، لنصبح خارج سياق التاريخ، وهل من أمل في أن تقوم قيامة الشعوب حتي تحقق استعادة الحقوق وإقرار السلام العادل بديلا عن تشكيل شرق أوسط جديد، كما تتصوره كونداليزا التي تركت رئاسة الجامعة لتشارك بدورها مع مجرمي الحروب، دون استثناء أحد من الثمانية الذين لم يعودوا كبارا.

ولماذا سوف نستغر المواقف معروفة

ليس هنااااااااااااااك اي جديد

شكرا يا سين على المقال

لا نستغرب موقف العرب

لا نستغرب موقف العرب

رد: لا نستغرب موقف العرب