عجز الكلمات

ما زلت على حالتي من العجز ..... أقتصر على مسامرة الليل ..آخذة مآخذ غريبة عني.... كل ما آمله هو أن تظل النجوم ساهرة إلى جانبي فهي ونيسي الوحيد.
يبدو أن القمر سيخلد إلى النوم قريبا ..... وما زلت أبحث في ظلمة هذا الليل عن بصيص نور غير نوره .....
مازلت تائهة بين أوراقي ودفاتري ومازلت عاجزة عن إيجاد الكلمات التي باستطاعتها التعبير عما يجول في خاطري
الواقع أن هذا الشيئ الغريب الذي يجول عبر أفكاري لا أعرف منتهاه .... لذا فإن هذا القلم الدامي يفهم معنى التوترالذي يهزني في حين تخطيطي لكل كلمة
ما زلت أحاول .. ولكنني أحس بالنقص أمام أهوال هذه الكتابات التي أطلع عليها كل يوم .. وأشعر بالعجز ....
كيف لك أنت أيتها الورقة الجامدة أن تحسي بالنار التي تشتعل بداخلي حتى كادت أن تعمي قلبي عن الرؤية.... كيف لك أن تعلمي أنني مهما استعملت من بنات جيلك سأبقى عاجزة عن الوصف...كيف؟

وأستمر في البحث عن الكلمات المناسبة ..لكن دون جدوى .. فلم يعد بإمكاني الحصول على مصطلحات خاصة .. ولا أجد أي قواميس تعجبني كي أستعملها ....... ترى متى سأرضى عن هذه الكلمات ............
صمت هذا الليل مميت.... أحس كأنه هدوء ما قبل العاصفة.. ولدي شعور بأن حلاوة القمر زادت هذه الليلة عن المعتاد .....الغريب أنني مازلت لا أستطيع التحكم في مشاعري فأنا مازلت هنا أقاوم الاحساس بالخوف .. الخوف من ظلمة الليل الجميلة التي أحبها ... لكن في حبي لها خوف... خوف مما تخبئه بين طيات ظلامها الحالك ... خوف من أن بصيص النور لن يظهر من جديد وخوف حتى مما يخبئه ذلك النور.....
الحياة أغرب مما نتصور ....لم أفهمها بعد... ولا أظن أن أحدا قد فهمها.. كما أنني لا أظن أن أحدا سيفهمها ... فهي دائما تخبئ لنا المزيد .... المزيد والمزيد خلف ظلام لياليها القمراء... وتحت أروقة أنوارها الوارفة .....
سيفارقني الليل بعد ساعة... ولا أزال أناجيه عله يستبيح البقاء ساعة أخرى ..... حتى أظل على غايتي من البحث علني أجد ضالتي.... أو عل ضالتي تأتي إلي .... يبدو أن القمر سئم السهر وقرر هو الآخر تركي مع أوراقي المبعثرة .. وأفكاري المشتتة ... عله يعود إلي غدا.. كي أحاول من جديد لملمة شجاعتي ومواصلة البحث... وعجزت الكلمات ..................