شبابنا إلى أين بعد التغييرات الأقتصادية

إلى أين شبابنا بعد التغيرات الإقتصادية
معظم المشاكل التي يمر بها الشباب نتاج تغيرات أقتصادية،وأيظاً متغيرات قيمية الذي كان بدوره أنعكاساً للسوق العالمي حيث أدى إلى التركيزعلى الأمور المادية
على حساب القيم والمبادئ الإجتماعية للمجتمع .
مما أدى إلى وجود تناقضات وصراعات مقيتة حتمت على الشباب ان يكون طرفاً فيها بحكم انه لبنة من لبنات المجتمع إن لم تكن هي اللبنة الأهم .
ولعلنا نستعرض من خلال هذه المقالة أهم الهموم الشبابية التي فيها ظهور طبقة فقيرة لاتستطيع مواجهة متطلبات الحياة مع أفراد أسرهم في الوقت الذي توجد فيه
موارد مالية في الدولة ولكن تحتاج إلى الأستغلال الجيد،وعدم ملائمة الامكانات المادية مع القدرة على الأستقلال عن الأسرة والزواج يعد محوراً من محاور الأزمة
التي تواجه هؤلاء الشباب.
ونظراً لسرعة الأتصالات وتعدد وسائلها فلقد أصبح العالم كقرية صغيرة وأصبحت المجتمعات البشرية قريبة من بعضها البعض ،وإذا كان لهذا الوضع أيجابية إلا
أن هناك بعض السلبيات الناجمة عنه ،ومن هذه السلبيات أنتقال الثقافات والقيم بكل مافيها من عيوب من مجتمع إلى آخر.فلم يعد هناك مجتمع معزول وبمنأى عن
هذه التأثيرات .وامجتمع السوري مثله مثل باقي الجتمعات الأنسانية الخرى أصبح ايضاً يؤثر في غيره من المجتمعات ويتأثر بها ،ومن أكثر فئات المجتمع تأثراً
بالقيم والثقافات الوافدة الشباب لإستعدادهم الفطري لتلقي كل ماهو جديدومحاكاته كونهم في مرحلة التكوين الفكري.ولقد نتج عن هذا الوضع مشاكل جمة ،فهناك
أنتشار عادة تناول المخدرات وكذلك النحرافات السلوكية مثل التصرفات العدوانية والسرقات والقيام بأعمال وتصرفات منافية للآداب العامة ،والأهم من هذا كله
دخول عقول الشباب أفكار التطرف .
كما أن الكثير من الشباب أصبح يفتقد إلى الجدية وأمتلاك الهدف في الحياة ،و السطحية في التفكير والأهتمام بقشور ماتفرزه الحضارة الإنسانية كمتابعة الموضة
والأغاني الهابطة والبرامج المبتزلة ،هذا أن هناك أسباباً تعمل على زيادة هذه المشاكل وأستفحالها.ومن هذه الأسباب أنعدام رقابة الآباء وأولياء الأمور ،والمشاكل
العائليةالتي تؤثر سلباً على سلوكيات الشباب وأتزانهم العاطفي وكذلك توافر أوقات الفراغ لدى الشباب مع توافر الإمكانات المادية ،أضف إلى ذلك تأثير الفضائيات
وما تبثه من برامج غثة والأفلام وماتحتويه من إباحية وأنحلال .
‏ومن هنا كان لابد من التصدي لهذه الآثار الضارة وكشفها وأيجاد الحلول الناجعة لتفادي أخطارها.إلا أن هناك أنحرافات من بعض الشباب وصل بعضها إلى حد
أرتكاب الجرائم المشكلة التي ينبغي ان يتصدى لها المجتمع بأسره ومعرفة أسباب هذه المشاكل ورصد الحلول التي يمكن أن تساهم في إزالتها.
إن التصدي لهذه المشاكل وإيجاد الحلول لهو من أوجب واجبات المسؤولين والتربويين نظراً لأن الشباب هم رصيد المجتمع للمستقبل ،وإذا كانت الحلول الناجعة
لابد ان تكون حصيلة دراسة علمية متأنية ،إلا أن هناك حلولاً واضحة يمكن أن تساهم بشكل إيجابي في أنهاء بعض هذه المشاكلات.فملء أوقات الفراغ بأنشطة
رياضية وعلمية وترفيهية وايجاد روح المنافسة الشريفة بين الشباب عن طريق المسابقات الشبابية في مختلف مجالات الأبداع يمكن أن تحدث تحولاً إيجابياً ملحوظاً
في سلوكيات الشباب ،ومراقبة أستخدامهم لما توفره الحضارة من سبل رفاهية وأتصال .ويجب أن تلعب المدارس دوراً أكبر مما تلعبه الآن ،إذلاينبغي أن ينحصر
دورها في التعليم فقط بل يجب أن يتعدى ذلك إلى تشكيل وجدان الشبان وسلوكياتهم .ومع هذه الحلول البسيطة ،هناك قضية مهمة جداًوهي أهمية اعطاء الشباب
الفرصة لتحقيق ذواتهم وإبداء آرائهم وعدم التشديد عليهم بالمراقبة مماقد ينعكس سلباً عليهم ويؤدي إلى تمردهم .
إن قضايا الشبابفي غاية الحساسية وينبغي معالجتها برفق وحكمة