قاعات دراسية تتحول الى غرفة للعمليات ضد التدخين

قاعات دراسية تتحول إلى غرفة للعمليات ضد التدخين

09:12 | 02.06.2008المغربية

دخلت جمعية للا سلمى لمحارة السرطان، ميدان مكافحة التدخين، بصفته أحد مصادر الوباء الفتاك بملايين الأشخاص، واختارت أن تكون الانطلاقة من المدارس والثناويات، باعتبار أن شركات التبغ تتصيد بدورها الضحايا من هذه الأماكن، لأنه برأي خبرائها يعتبر الأطفال والمراهقون، هم الزبناء المستقبليون والدائمون لاستهلالك سمومها وترويج بضاعتها.
ورغم الصعوبة الكبيرة التي تعترض المهمة، التي وضعت الجمعية نفسها لتحقيقها، بدا جنود الجمعية الذين يتكونون من تلميذات وتلاميذ وأطر تربوية وصحية، بروح معنوية عالية، واستطاعوا خلال سنة أن يقودوا المعركة الأولى في صمت بعيدا عن الأضواء الإعلامية، وحققوا نتائج مرضية.

وتطلبت المعركة الأولى التي دارت رحاها على أرض31 مؤسسة تعليمية، إحداث خلية لتقديم الاستشارة بخصوص الإقلاع عن التدخين بالجهات الثلاثة الرباط- سلا- زمور- زعير، وسوس ماسة درعة، والدار البيضاء الكبرى.

وأن العدد المتوسط للجلسات الأسبوعية بلغ 10 جلسات، وعدد التلاميذ المتابعين من أجل الإقلاع عن التدخين وصل إلى 256 تلميذا، وعدد الأساتذة والطاقم الإداري المتابع للغرض نفسه 35 شخصا.

كما جرى إنشاء 20 ناديا صحيا لمكافحة التدخين، انخرط فيه 4123 تلميذا و390 أستاذا وإطار إداريا وجمعويا، وشكلت الأقسام في المدارس قاعات للعمليات، كما جرى إطلاق حملة دعائية في صفوف المستهدفين تضمنت منتدى إلكترونيا، وأبوابا مفتوحة، ومجلات مدرسية، وراديو مدرسيا، ومسيرة- قافلة لمكافحة التدخين.

كما جرى تنظيم 104 دوريا رياضيا، و5 سباقات على الطريق، مع العمل على تعميم مبادئ هذا البرنامج داخل الملاعب الرياضية، وتوزيع المطويات، وعرض 12 مسرحية، وتنظيم زيارات إلى المؤسسات الاستشفائية المتخصصة، و140 مائدة مستديرة وحصة تحسيسية، إلى جانب إنتاج 15 شريطا.

أما على مستوى المقاولات المنخرطة في البرنامج (اتصالات المغرب، والبنك المغربي للتجارة الخارجية، والمكتب الوطني للكهرباء، وشركة إيكدوم، والصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي)، فقد عملت على تحسيس العاملين بها بخطورة التدخين، وبلورت خطة عملية للقضاء على السجائر بأماكن العمل، وأعدت برنامجا تواصليا داخليا لفائدة مستخدميها وآخر خارجيا (لفائدة زبناء المقاولة)، مع بلورة ميثاق "مقاولات بدون تدخين"، وخلق علامة (مقاولة بدون تدخين) التي سيجري منحها للمقاولات التي يبرز نجاحها في مكافحة هذه الآفة.



الموت عبر الشفاه09:17 | 02.06.2008عبدالهادي مزراري | المغربية
ليس هناك من أحد يمسك سيجارة بين أصابعه إلا وثمة مسافة قصيرة تفصلها عن شفاهه، ولهذا حذر أباء أبناءهم وأنبوهم حتى لو تلعق الأمر بتناول قلم أو ما شابهه على طريقة السيجارة لمحاكاة المدخنين.

قالوا قديما "أوله دصارة وآخره خسارة"، ومعنى ذلك أن هناك نشوة ما تمتلك حامل السيجارة وتقوده خطوة بعد أخرى إلى مستنقع الإدمان، ولو نظر كل مبتدئ وهو يحمل سيجارة بين أصبعه أن المسافة التي تفصلها عن شفته، هي المسافة ذاتها التي تفصله عن آخر العمر وتهالك الصحة، لما فكر في وضعها بين شفتيه.

قصر النظر هو سبب كل المشاكل، ولا شك أن الشعور بالمسؤولية تقلص وصقر وأصبح يقاس بالسنتمترات عند الآباء والأمهات والمدرسين والمسؤولين، وربما لو عاد الأولياء الكبار إلى زمن مراقبة الصغار وتتبع خطواتهم وتفتيش حقائبهم المدرسية وتقليب جيوبهم وشم أصابعهم بعد كل دخول إلى البيت، كما كان يفعل الأولون، لما وصل الأمر اليوم إلى هذا الانفلات النفسي والأخلاقي والاجتماعي، وربما كان بإمكان آلاف الأسر أن تنقذ أبناءها من براثن التدخين، وليس تدخين السجائر فحسب، وإنما تناول المخدرات والتعاطي للبغاء وارتكاب الجرائم والتسول.

إننا اليوم نجد أباء وأمهات يشتركون مع أبنائهم وبناتهم في منفضة واحدة لنفض رماد السجائر ويتبادلون نفث دخانها حول مائدة واحدة.

صحيح تشكل المدرسة ميدانا لاستهداف الأطفال من قبل مروجي السموم والرذائل، وهنا أحسنت الجمعية التي اختارت أن يكون ميدان معركتها الأولى، هو المدارس، وهي إشارة لا بد من التقاطها بذكاء لتجنيد أولى أمر التلاميذ، بدءا من الأباء والأمهات والمدرسين وانتهاء بوزارة التربية ذاتها، التي يجب أن تستعد لإعادة الأمن والاحترام إلى مؤسساتها، فمن دون إصلاح أجواء التعليم لا يمكن إصلاح التعليم.

إذا كان واقعنا الصحي ينذر بمآسي كثيرة ويعج بأمراض وأوبئة لا قدرة لجهاز الصحة على التصدي لها، فلماذا نسمح بمرور الموت عبر شفاه صغارنا ونقبل بإعداد ملايين المرضى بسرطان الرئة والحنجرة والفم وضيق التنفس والسل؟ في الوقت الذي تتجه فيه بلدان متقدمة في الطب والاقتصاد وكل مجالات الحياة إلى منع التدخين في كل الأماكن العمومية، وفي الوقت الذي نتطلع فيه إلى جعل "مستشفياتنا بدون تدخين" بعد سنة، فإن دولا أوروبية جعلت قبل سنة "مقاهي بدون تدخين".






الشباب هدف استراتيجي لصناعة الدخان
منظمة الصحة تترصد شركات التبغ وتتوعدها بالإفلاس09:19 | 02.06.2008المغربية

شنت منظمة الصحة العالمية حربا ضروسا ضد التدخين، وأبدت عزما أكيدا على محاربة مروجي السجائر، بالتصدي لشركات التبغ من خلال عمليات إعلامية مضادة لحملات الإشهار المروجة لتجارة السجائر، وكذا من خلال برامج تحسيسية بمخاطر التدخين وتمويل برامج أخرى لمساعدة المدخنين على الإقلاع عن التدخين.
وبعبارة قوية ومثيرة استهل المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، حسن عبدالرزاق الجزائري، كلمته خلال الملتقى الدراسي الذي نظمته جمعية للا سلمى لمحاربة السرطان، بمناسبة اليوم العالمي للامتناع عن التدخين. وجاءت في كلمته التي ألقاها بالنيابة عنه الدكتور، سعيد صلاح يوسف ممثل المنظمة بالمغرب، أن "شركات التبغ تتصيدك صغيرا، حطم شركات الترويج للتبغ"، وبهذا الشعار احتفلت منظمة الصحة العالمية باليوم العالمي للامتناع عن التدخين لهذا العام. ومن المعلوم تماما أن التدخين من المنتوجات المميتة التي تفتك بنصف ممن يتعاطاها، ومع ذلك تواصل صناعة التبغ أنشطتها في تسويقه والترويج لمختلف طرق تعاطيه، وهي تسعى أولا لاجتذاب الشباب، ذلك الوقود الذي يؤجج من أرباحهم ويعزز من أسواقهم.

فالشباب أصبح هدفا استراتيجيا لصناعة التبغ، رغم ما تنفيه عن توريطها في ذلك، ورغم مساهمتها من حملات وقاية الشباب متذرعة بالمسؤولية الاجتماعية المشتركة، وتظهر الكثير من وثائق صناعة التبغ أن شركات التبغ تعتبر الشباب السوق الرئيسي الذي يضمن لها البقاء والاستمرار، فهم الزبائن الذين يواصلون التعامل معها مستقبلا.

لقد درست صناعة التبغ سلوك الشباب إزاء التدخين بشكل مفصل، وهي تستفيد من نتائجها لتطوير وتسويق منتجاتها، وقد ورد في التقارير التي تصدر عن صناعة التبغ "إن صغار المدخنين هم المصدر الوحيد لتعويض المدخنين، فإذا انصرفوا عن التدخين ستضمحل هذه الصناعة وتتلاشى.

وتدرك منظمة الصحة العالمية الأساليب الملتوية لصناعة التدخين، وعمدت إلى جمع كل ما يتعلق بأنشطة صناعة التدخين في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، وعدت هذه الوثائق في منشور متوفر باللغة الانجليزية وسيكون متاحا باللغة العربية في الآجال القريبة.

وكانت منظمة الصحة العالمية ولا تزال ملتزمة بتقليص عدد ضحايا التدخين، وهي تسعى إلى ذلك عن جميع المستويات الممكنة، الإقليمية والدولية والوطنية، وتعد الشركات في هذا السياق من الرسائل الأساسية، شأنها شأن إشراك الشباب مباشرة من الأنشطة والحملات، فكلاهما من الآليات الرئيسية للتغلب على التحديات وحمل الرسالة إلى الأجيال المقبلة.

وأصبح من الثابت أن الشباب على وعي تام بجسامة المشكلة، وأنهم يرغبون بالإقلاع عن هذه العادة،إذ أكدت نتائج المسح العالمي للتدخين لدى الشباب أن ثلثي المدخنين منهم يودون الإقلاع عنه، وأن أكثر من ثمانين في المائة منهم يؤيدون الأماكن الخالية من التبغ.

حقائق وأرقام10 ملايين ضحية
سنويا09:13 | 02.06.2008المغربية

جرى التوصل أخيرا إلى تحديد حجم مشكلة التدخين, بعد إجراء آلاف الأبحاث والدراسات العلمية الدقيقة في كل أنحاء العالم.ومن أهم الحقائق العلمية المؤكدة, التي تبين حجم الخسائر والأضرار التي تصيب الإنسان بسبب هذا الوباء ما يلي, فالتدخين يقتل أكثر من 4 ملايين إنسان سنويا في العالم، أي أن التدخين مسؤول عن وفاة شخص واحد من كل 10 حالات وفاة. ويتوقع أن يصل ضحايا التدخين إلى 10 ملايين ضحية سنويا (شخص واحد كل 3 ثوان) عام 2020.
ويفوق ضحايا الدخان الأبيض ضحايا كل من السيدا والسل، ومضاعفات الحمل والولادة وحوادث السير والانتحار وجرائم القتل مجتمعة. إذ يموت 40 في المائة من المدخنين في سن الإنتاج، في العمر المتوسط. وتجدر الإشارة إلى أن معدل التدخين انخفض في البلدان المتقدمة وانخفضت نسبة المدخنين الأميركيين إلى النصف تقريبا خلال 3 عقود، بينما ترتفع نسبة استهلاك التبغ في البلدان النامية بنسبة 3.4 في المائة سنويا, وتحتوي النرجيلة تحتوي على ما لا يقل عن 4000 مادة سامة ومسرطنة, ويعتبر المعسل تبغا خالص مع كميات كبيرة من الأصباغ والألوان والنكهات, التي تخلط دون رقابة صحية.
لفافة سوداء للجنس اللطيفيوقف التدخين الحيض لدى النساء قبل سنة أو سنتين, ويتدخل النيكوتين بإيصال الدم إلى المبيض، وفي حال عدم توفر الدم في أي من الأعضاء يخف بالتالي عمل هذه الأعضاء وينتج الأستروجين في المبيض، وهذا ما يفسر تأثير التدخين السلبي على انقطاع الحيض. ويؤدي التدخين أيضاً إلى الإصابة المبكرة بترقق العظام, وبعثرة العادة الشهرية، وزيادة الأوجاع التي ما قبلها، ومضاعفة التشنجات التي تدوم مدة يوم أو يومين أو أكثر.

فالمدخنات لديهن احتمال أكبر لعدم الإباضة، وتعثر عملية نسب التلقيح بالأنبوب، حيث يتدخل النيكوتين بعمل أنبوب الفالوب ويمنع وصول البيضة الملقحة بشكل طبيعي إلى الرحم، ما يؤدي إلى الحمل خارج الرحم ويشكل خطراً على الحياة ويؤدي إلى الإجهاض المفاجئ.

وأظهرت الأبحاث زيادة عدد وفيات النساء من جراء سرطان الرئة أكثر من الثدي والمبيض مجتمعين، كما أشارت إلى أن النساء أكثر عرضة للإصابة بسرطان الرئة من الرجال، وفي دراسة أجريت أخيرا كان خطر الإصابات على النساء المسنات بلغ أكثر بمرتين أو ثلاث من الرجال المسنين، إن التدخين مع قطران أقل يدفعك إلى الاستنشاق بعمق أكبر مما يدخل الجزيئات حتى إلى أصغر الأماكن والأنسجة في الرئة، حيث يبدأ السرطان، إن مدخني هذه الأنواع وأنواع السجائر المعطرة بالنعناع هم أكثر عرضة للإصابة بسرطان الرئة.
تكاليف التدخينتشمل تكاليف تقديم خدمات الرعاية الصحية التي ما كان لها ضرورة لولا التدخين، وتكاليف العجز وزيادة المرضى والخسائر الناجمة عن الحرائق وقلة الإنتاج والدخل الذي لا يتحقق نتيجة الوفاة المبكرة, وهي حجم الرعاية التي يحتاجها شخص يمرض من جراء استخدام التبغ، وهناك أيضاً مهمة أداء المسؤوليات التي كان هذا الشخص المريض يتولى القيام بها للإنفاق على أفراد أسرته.

وقد يُخصص جزء من دخل الأسرة لمواصلة إدمان أحد أفرادها التدخين, وتشمل أيضا تدني القيمة الجوهرية لحياة المدخن، وكذلك حياة الذين يتضررون من استنشاق دخان سجائره, إضافة إلى المعاناة التي تعصف عملياً بحياة أولئك الذين يفقدون شخصاً عزيزا عليهم بسبب التدخين أو يتجرعون غصة العيش بسبب مرضه, ويفقد المدخن في المعدل 8 سنوات ( بالنسبة للذكور )، و6 – 7 سنوات (بالنسبة للإناث )، بينما يعيش غير المدخن غالبا حياة صحية سليمة ويكون منتجا، ويقدر فقدان الإنتاج لهذه المدة بالمليارات, ويلاحظ أن صعوبة تقدير هذه الأمور لا يعني أن نغفلها أو نتغاضى عنها، فهي في الواقع أكبر التكاليف الحقيقية التي نتحملها من جراء استهلاك منتجات التبغ واستنشاق دخانه.