مرحبا بكم في منتديات الصويرة يمكنكم وضع إعلاناتكم التجارية هـــــنــــا للطلب المرجو التواصل عبر الرسائل أو WhatsApp +212695161780
المواضيع الأخيرة
تطور الاداب والفنون باوروبا في القرن 19
2 مشترك
الصويرة مدينتنا ESSAOUIRA Notre Ville :: صور ومقاطع فيديو :: صورIMAGE :: قسم للمقترحات الجديدة والشكاوي
صفحة 1 من اصل 1
تطور الاداب والفنون باوروبا في القرن 19
تطور الاداب والفنون باوروبا في القرن 19
لقد تبوأ شعار بولندا –النسر- مكانه على خريطة الرموز السياسية الأوروبية منذ أكثر من ألف عام. ويعود اسم "بولندا" إلى قبيلة "بولان" التي كانت تسكن الأراضي البولندية في بداية العصور الوسطى، والتي قامت بتوحيد منطقة نهري الفيستولا وأودرا في فترة نهاية القرن التاسع وبداية القرن العشرين.
ومن النقاط الهامة في التاريخ البولندي هي تبني نظام الكنيسة الغربية في عام 966م، وذلك على يد الأمير مييشكا الأول. ومنذ ذلك الحين وجدت بولندا نفسها في نطاق الحضارة الأوروبية الغربية مستخدمة حروف الهجاء اللاتينية.
وسريعاً ما أصبحت دولة بولندا شريكاً لجيرانها، حيث قدم في عام 1000م إلى عاصمتها آنذاك، مدينة جنيزنو، القيصر الروماني أوتون الثالث الذي حكم الشعب الألماني، وكان في رحلة حج إلى قبر القديس فويتشه. وكان لهذا الحدث صبغة سياسية بجانب صفته الدينية، حيث كان القيصر يتوق إلى توحيد كل العالم المسيحي، الذي كانت بولندا جزءاً منه. ويرى العديد من المؤرخين في ذلك المفهوم الذي يعود إلى أكثر من 1000 عام بذرة فكرة الاتحاد الأوروبي. وبعد ربع قرن من ذلك الحدث الذي يعرف في التاريخ باسم "تجمع جنيزنو" تم تتويج بوليسواف هروبري كأول ملك لبولندا عام 1025م.
يرجع النمو الاقتصادي والحضاري السريع للدولة البولندية في العصور الوسطى إلى مجاورتها للمدن الألمانية، وكذلك انتقال الأديرة المسيحية إليها، حيث تم إقامة الكنائس القوطية في كل من المدن الجديدة مثل كراكوف، بوزنان، جنيزنو، تورون، جدانسك، وفروتسواف ، كما انتعشت بها التجارة وفنون العصور الوسطى.
ظلت أسرة "بياست" الحاكمة والتي قامت ببناء الدولة البولندية في الحكم حتى القرن 14. ولقد قام آخر حكامها وهو الملك كاجيميج فيلكي (الكبير) بجعل بولندا بلداً وسط-أوروبياً قوياً. وكان زواج ملكة بولندا "يادفيجا" والتي كانت من أصل مجري بأمير ليتوانيا "فواديسواف ياجيوا" بداية حكم أسرة "ياجيوا"، كما كان سبباً في دخول المسيحية في دولة ليتوانيا بشكل سلمي. ويعتبر حكم الملكة يادفيجا والتي أدرجت مؤخراً ضمن القديسات الكاثوليكيات هو سبب توحيد كل من بولندا مع جارتها من الشرق إمارة ليتوانيا العظمى. ويعتبر بناء الوحدة خلال القرنين التاليين سبب نشأة "جمهورية الشعبين" والتي نتجت أيضاً عن تفاهم الدولتين اللتين تشكلان كياناً سياسياً متعدد الشعوب.
وعند عقد الوحدة البولندية- الليتوانية عام 1569 كانت جمهورية الشعبين وعاصمتها كراكوف قوة أوروبية عظمى، وتمثل أكبر دولة أوروبية ومن أكثرها ثراء في القارة الأوروبية.
تعتبر فترة حكم أسرة "ياجيوا" عصراً ذهبياً في تاريخ الدولة البولندية، من حيث ازدهارها اقتصادياً وحضارياً، حيث أصبحت تجارة الحبوب هي أساس الاقتصاد، وهي تجارة كانت تتم مع الدول الأوروبية الأخرى عن طريق البحر عبر جدانسك، حيث كانت بولندا أهم منتج للحبوب في أوروبا.
أما عام 1364، فقد شهد إنشاء جامعة كراكوف، وهي من أقدم الجامعات في أوروبا. كما تم –إبان فترة حكم ياجيوا في كراكوف- تطوير القصر الملكي الواقع على تل فافيل طبقاً لطراز عصر النهضة، مما جعله من أبهى مقار الحكام الأوروبيين. كما تطورت الفنون والعلوم والآداب باللغة البولندية أيضاً.
وعندما خبى حكم أسرة ياجيوا في القرن 16، تشكل في بولندا نظام فريد من نوعه بالنسبة لتلك الفترة وللوضع في أوروبا، وهو نظام "ديمقراطية النبلاء"، حيث كان يسود نظام الحكم الديكتاتوري في الشرق، أما الغرب فكان يسوده نظام الحكم المطلق. كان النبلاء يشكلون شريحة كبيرة من المجتمع البولندي (حوالي 10%)، وكان لهم تأثير على أقدار الوطن وقرارات الملك. فقد كانوا يشاركون منذ القرن الرابع عشر في الاجتماعات "المحلية" البولندية، ثم ما لبث أن تشكل البرلمان البولندي، الذي يطلق عليه لفظ "سايم"، وفي عام 1505م قَبِل الملك حقهم الجديد الذي أُطلِق عليه التعبير اللاتيني "nihil novi" أي "لا جديد" بمعنى أنه لا يمكن إدراج "أي جديد" دون موافقة النبلاء.
ثم وبعد انتهاء حكم أسرة ياجيوا، أي عام 1573، أصبحت غالبية النبلاء هي التي تختار الملك عن طريق انتخابات حرة خاصة بذلك. ويمكن اعتبار سلطات ملوك بولندا آنذاك مثيلة بسلطات الرؤساء الحاليين. وكان الملك قبل تتويجه ملزماً بحلف اليمين الذي يلزمه باحترام القوانين وحقوق النبلاء، بما فيها عدم المساس بشخوصهم، وكذلك حرية العقيدة. وكان نظام الحكم هذا نظاماً فريداً من نوعه في أوروبا آنذاك. ولذلك حكم بولندا ملوك أجانب أيضاً، ومنهم من لم يتحدث البولندية على الإطلاق. كما أن أيديولوجية "الحرية الذهبية" أدت إلى أن تصبح بولندا –في القرن 16 الذي شهد الحروب الدينية الطويلة- رمزاً للتسامح الديني، وبلداً عاش فيه مواطنون يؤمنون بعقائد مختلفة، الكاثوليك، البروتستانت، الأورثوذوكس، واليهود.
أما القرن 17 فقد شهد نقل عاصمة بولندا من كراكوف إلى وارسو، وعكس ذلك اختلاف أولويات السياسة الخارجية، ونقل الاهتمام من سياسة وسط أوروبا نحو الشرق (روسيا) والشمال (إقليم بحر البلطيق). لقد قادت بولندا تحت حكم ملوك منتخبين عديدين حروباً مع كل من السويد وتركيا أثرت في جغرافية أوروبا كلها، ففي عام 1683 انتصر ملك بولندا يان سوبيسكي الثالث على الجيوش التركية في معركة عند مدينة فيينا، مما أدى إلى وقف الزحف التركي نحو أوروبا.
كما انتشرت بين النبلاء أيديولوجية "حصن المسيحية"، حيث اعتبروا بولندا البلد الذى يحمي أوروبا والحضارة المسيحية من المخاطر الآتية من الشرق. ولقد رأوا أن دورهم يكمن في تحقيق هذه المهمة. لقد تشكلت تلك الأيديولوجية رداً على نجاح ونمو القوى العسكرية لروسيا والإمبراطورية العثمانية، وأصبح أساس الحياة الاجتماعية والسياسية هو اقتصاد العزب والملكيات الصغيرة الخاصة بالنبلاء.
كثيراً ما تتهم جغرافية بولندا السياسية فيما أصابها تاريخياً، فموقعها كنقطة تماس الشرق بالغرب أدى إلى أن زارها عبر قرون عديدة تجار ورحالة ومبشرون وفنانون عديدون، كما كانت أرضاً للعديد من المعارك والحروب بين القوى العظمى المختلفة.
كتب المؤرخ البريطاني نورمان ديفيز في كتابه الشهير "لعبة الرب: تاريخ بولندا" أنه "لا يشك العديد من الناس في أن جغرافية بولندا كانت سبباً للكثير من الأحداث التي مرت بها، فكونها مغلقة بين فكي رحى وسط أراضي أوروبا الشمالية المنخفضة بلا أي حدود طبيعية تحميها، أدى إلى دخولها حروباً غير متكافئة مع ألمانيا وروسيا من أجل البقاء". إن نمو القوى العظمى المجاورة بالإضافة إلى خلل نظام ديمقراطية النبلاء الذي كانت أحياناً ما تعيق قيادة الدولة بكفاءة، تسبب في النهاية في إضعاف الدولة.
تحولت بولندا في القرن 18 من قوة عظمى إلى مطمع سياسي للقوى العظمى المجاورة: النمسا، بروسيا، وروسيا. وفي عام 1772 نجحت تلك القوى في احتلال جزء من أراضيها للمرة الأولى. ولكن ذلك لا ينفي جهود عناصر من النبلاء كانوا يحاربون من أجل إصلاح الوطن. ففي يوم 3 مايو عام 1791 أقر البرلمان البولندي –آنذاك- دستور الدولة الذي كان من المقرر أن يضمن إصلاح وتطوير الدولة طبقاً لروح التنوير. لقد كان ذلك الدستور أول وثيقة مكتوبة من هذا النوع في أوروبا، وثاني دستور في العالم -بعد الدستور الأمريكي- وقد صدر الدستور البولندي قبل صدور الدستور الفرنسي بأربعة أشهر.
ولكن لم ترى بنود الإصلاح التقدمية التي كفلها الدستور النور، حيث سرعان ما قامت روسيا وبروسيا عام 1793 باحتلال أراض بولندية إضافية، ثم وبعد سنتين انضمت إليهما النمسا وقاموا بتقسيم الأراضي البولندية فيما بينهم، مما أدى لاختفاء دولة بولندا تماماً من على الخريطة الأوروبية لمدة 100 عام.
وعلى الرغم من ذلك، لم تستطع تلك القوى العظمى النيل من تعلق البولنديين بالحرية، حيث حاربوا تحت قيادة نابليون، ثم حاربوا من أجل حريتهم وحرية الأمم الأخرى مشعلين الثورات (منها انتفاضة نوفمبر 1830-1831، وانتفاضة يناير 1863-1864) التي نمت خلالها الآداب والفنون، حيث كان البولنديون خلال القرن 19 حاضرين في أحداث القارة الأوروبية.
ثم ظهرت بولنداً مجدداً على خريطة أوروبا عام 1918، وذلك مع نهاية الحرب العالمية الأولى، والتي ترقبتها الأجياال اللاحقة من البولنديين كفرصة لاسترداد سيادة دولتهم. ولكن كان على بولندا أن تتصدى فوراً لإحدى القوتين العظمتين في القرن العشرين، واستطاعت الجيوش البولندية وقف زحف جيوش الاتحاد السوفييتي نحو الغرب وذلك في معركة "بود راجيمينيم" والمعروفة باسم "المعجزة على ضفاف الفيستولا" وذلك عام 1920.
كانت العشرينيات والثلاثينيات من القرن العشرين فترة توحيد الدولة تحت نظام واحد بعد قرن من التقسيم. ظلت بولندا التي تميزت بتعدد القوميات فيها –والتي كانت الأقليات القومية تشكل ثلث مواطنيها- مرتبطة بأسس الديمقراطية، مما ميزها جداً من هذا المنظور عن جارتيها العظمتين: روسيا في ظل حكم ستالين، وألمانيا في ظل حكم هتلر.
كانت بولندا أول دولة أوروبية تقوم في 1 سبتمبر 1939 بالتصدي العسكري لقوى الرايخ الثالث (القوى العسكرية التابعة لهتلر). وفي 17 سبتمبر 1939 تعرضت لهجوم الاتحاد السوفييتي، أدى في النهاية إلى أن قام كل من الاتحاد السوفييتي وألمانيا بتقسيم الأراضي البولندية مجدداً ومحاولة القضاء على كوادرها السياسية والاقتصادية والثقافية.
إن معسكر النازي للتعذيب في أوشفينتشيم (أوشفيتس) وهو الذي تم إنشاؤه أساساً للمعتقلين من البولنديين الوطنيين، ثم تم تحويله إلى واحدة من أكبر المقابر في العالم، حيث لقي حوالي 1.5 مليون فرد حتفهم، من جنسيات مختلفة، بما في ذلك اليهود البولنديون. أما في المناطق التي سيطرت عليها قوات الاتحاد السوفييتي فقد تم نقل مئات الآلاف من البولنديين وترحيلهم لمعسكرات الأشغال الشاقة في قلب روسيا، كما تم قتل مئات الآلاف من الجنود وأفراد الشرطة في معسكرات الاتحاد السوفييتي، ومنها على سبيل المثال معسكر كاتين.
لقد كانت بولندا أحد أوائل ضحايا الحرب العالمية الثانية، وعلى الرغم من عدم تمتعها بالسيادة على كل أراضيها، إلا أنها أصبحت حليفاً هاماً في التحالف المعادي لهتلر. حيث قاتلت الكتائب البولندية في صفوف الحلفاء في أغلب ميادين الحرب العالمية الثانية، كما نشأت في بولندا حركة تحرير سرية على نطاق غير مسبوق في تاريخ أوروبا كلها، والتي كانت تقود (كجيش شعبي) حرباً مسلحة ومهام استخباراتية وتخريبية بالإضافة إلى التعليم الحر والحياة الثقافية.
وقد أدت الاتفاقات التي أبرمها في فبراير عام 1945 كل من تشرتشيل وروزفلت وستالين في ياوتا إلى أنه بدلاً من أن تصبح بولندا بعد الحرب دولة مستقلة ذات سيادة, وجدت بولندا نفسها –ولمدة نصف قرن- تحت سطوة السلطة السوفييتية. فبينما دخلت قبيل انتهاء الحرب العالمية الثانية أقسام الجيش الأحمر لتحرير الأراضي البولندية من أيدي الاحتلال الألماني، جلبت معها تلك القوات ممارسات غريبة عن التقاليد البولندية الخاصة بنظام الحكم والسياسات الاقتصادية.
*********************
منقووووووووول
ابو شهد
لقد تبوأ شعار بولندا –النسر- مكانه على خريطة الرموز السياسية الأوروبية منذ أكثر من ألف عام. ويعود اسم "بولندا" إلى قبيلة "بولان" التي كانت تسكن الأراضي البولندية في بداية العصور الوسطى، والتي قامت بتوحيد منطقة نهري الفيستولا وأودرا في فترة نهاية القرن التاسع وبداية القرن العشرين.
ومن النقاط الهامة في التاريخ البولندي هي تبني نظام الكنيسة الغربية في عام 966م، وذلك على يد الأمير مييشكا الأول. ومنذ ذلك الحين وجدت بولندا نفسها في نطاق الحضارة الأوروبية الغربية مستخدمة حروف الهجاء اللاتينية.
وسريعاً ما أصبحت دولة بولندا شريكاً لجيرانها، حيث قدم في عام 1000م إلى عاصمتها آنذاك، مدينة جنيزنو، القيصر الروماني أوتون الثالث الذي حكم الشعب الألماني، وكان في رحلة حج إلى قبر القديس فويتشه. وكان لهذا الحدث صبغة سياسية بجانب صفته الدينية، حيث كان القيصر يتوق إلى توحيد كل العالم المسيحي، الذي كانت بولندا جزءاً منه. ويرى العديد من المؤرخين في ذلك المفهوم الذي يعود إلى أكثر من 1000 عام بذرة فكرة الاتحاد الأوروبي. وبعد ربع قرن من ذلك الحدث الذي يعرف في التاريخ باسم "تجمع جنيزنو" تم تتويج بوليسواف هروبري كأول ملك لبولندا عام 1025م.
يرجع النمو الاقتصادي والحضاري السريع للدولة البولندية في العصور الوسطى إلى مجاورتها للمدن الألمانية، وكذلك انتقال الأديرة المسيحية إليها، حيث تم إقامة الكنائس القوطية في كل من المدن الجديدة مثل كراكوف، بوزنان، جنيزنو، تورون، جدانسك، وفروتسواف ، كما انتعشت بها التجارة وفنون العصور الوسطى.
ظلت أسرة "بياست" الحاكمة والتي قامت ببناء الدولة البولندية في الحكم حتى القرن 14. ولقد قام آخر حكامها وهو الملك كاجيميج فيلكي (الكبير) بجعل بولندا بلداً وسط-أوروبياً قوياً. وكان زواج ملكة بولندا "يادفيجا" والتي كانت من أصل مجري بأمير ليتوانيا "فواديسواف ياجيوا" بداية حكم أسرة "ياجيوا"، كما كان سبباً في دخول المسيحية في دولة ليتوانيا بشكل سلمي. ويعتبر حكم الملكة يادفيجا والتي أدرجت مؤخراً ضمن القديسات الكاثوليكيات هو سبب توحيد كل من بولندا مع جارتها من الشرق إمارة ليتوانيا العظمى. ويعتبر بناء الوحدة خلال القرنين التاليين سبب نشأة "جمهورية الشعبين" والتي نتجت أيضاً عن تفاهم الدولتين اللتين تشكلان كياناً سياسياً متعدد الشعوب.
وعند عقد الوحدة البولندية- الليتوانية عام 1569 كانت جمهورية الشعبين وعاصمتها كراكوف قوة أوروبية عظمى، وتمثل أكبر دولة أوروبية ومن أكثرها ثراء في القارة الأوروبية.
تعتبر فترة حكم أسرة "ياجيوا" عصراً ذهبياً في تاريخ الدولة البولندية، من حيث ازدهارها اقتصادياً وحضارياً، حيث أصبحت تجارة الحبوب هي أساس الاقتصاد، وهي تجارة كانت تتم مع الدول الأوروبية الأخرى عن طريق البحر عبر جدانسك، حيث كانت بولندا أهم منتج للحبوب في أوروبا.
أما عام 1364، فقد شهد إنشاء جامعة كراكوف، وهي من أقدم الجامعات في أوروبا. كما تم –إبان فترة حكم ياجيوا في كراكوف- تطوير القصر الملكي الواقع على تل فافيل طبقاً لطراز عصر النهضة، مما جعله من أبهى مقار الحكام الأوروبيين. كما تطورت الفنون والعلوم والآداب باللغة البولندية أيضاً.
وعندما خبى حكم أسرة ياجيوا في القرن 16، تشكل في بولندا نظام فريد من نوعه بالنسبة لتلك الفترة وللوضع في أوروبا، وهو نظام "ديمقراطية النبلاء"، حيث كان يسود نظام الحكم الديكتاتوري في الشرق، أما الغرب فكان يسوده نظام الحكم المطلق. كان النبلاء يشكلون شريحة كبيرة من المجتمع البولندي (حوالي 10%)، وكان لهم تأثير على أقدار الوطن وقرارات الملك. فقد كانوا يشاركون منذ القرن الرابع عشر في الاجتماعات "المحلية" البولندية، ثم ما لبث أن تشكل البرلمان البولندي، الذي يطلق عليه لفظ "سايم"، وفي عام 1505م قَبِل الملك حقهم الجديد الذي أُطلِق عليه التعبير اللاتيني "nihil novi" أي "لا جديد" بمعنى أنه لا يمكن إدراج "أي جديد" دون موافقة النبلاء.
ثم وبعد انتهاء حكم أسرة ياجيوا، أي عام 1573، أصبحت غالبية النبلاء هي التي تختار الملك عن طريق انتخابات حرة خاصة بذلك. ويمكن اعتبار سلطات ملوك بولندا آنذاك مثيلة بسلطات الرؤساء الحاليين. وكان الملك قبل تتويجه ملزماً بحلف اليمين الذي يلزمه باحترام القوانين وحقوق النبلاء، بما فيها عدم المساس بشخوصهم، وكذلك حرية العقيدة. وكان نظام الحكم هذا نظاماً فريداً من نوعه في أوروبا آنذاك. ولذلك حكم بولندا ملوك أجانب أيضاً، ومنهم من لم يتحدث البولندية على الإطلاق. كما أن أيديولوجية "الحرية الذهبية" أدت إلى أن تصبح بولندا –في القرن 16 الذي شهد الحروب الدينية الطويلة- رمزاً للتسامح الديني، وبلداً عاش فيه مواطنون يؤمنون بعقائد مختلفة، الكاثوليك، البروتستانت، الأورثوذوكس، واليهود.
أما القرن 17 فقد شهد نقل عاصمة بولندا من كراكوف إلى وارسو، وعكس ذلك اختلاف أولويات السياسة الخارجية، ونقل الاهتمام من سياسة وسط أوروبا نحو الشرق (روسيا) والشمال (إقليم بحر البلطيق). لقد قادت بولندا تحت حكم ملوك منتخبين عديدين حروباً مع كل من السويد وتركيا أثرت في جغرافية أوروبا كلها، ففي عام 1683 انتصر ملك بولندا يان سوبيسكي الثالث على الجيوش التركية في معركة عند مدينة فيينا، مما أدى إلى وقف الزحف التركي نحو أوروبا.
كما انتشرت بين النبلاء أيديولوجية "حصن المسيحية"، حيث اعتبروا بولندا البلد الذى يحمي أوروبا والحضارة المسيحية من المخاطر الآتية من الشرق. ولقد رأوا أن دورهم يكمن في تحقيق هذه المهمة. لقد تشكلت تلك الأيديولوجية رداً على نجاح ونمو القوى العسكرية لروسيا والإمبراطورية العثمانية، وأصبح أساس الحياة الاجتماعية والسياسية هو اقتصاد العزب والملكيات الصغيرة الخاصة بالنبلاء.
كثيراً ما تتهم جغرافية بولندا السياسية فيما أصابها تاريخياً، فموقعها كنقطة تماس الشرق بالغرب أدى إلى أن زارها عبر قرون عديدة تجار ورحالة ومبشرون وفنانون عديدون، كما كانت أرضاً للعديد من المعارك والحروب بين القوى العظمى المختلفة.
كتب المؤرخ البريطاني نورمان ديفيز في كتابه الشهير "لعبة الرب: تاريخ بولندا" أنه "لا يشك العديد من الناس في أن جغرافية بولندا كانت سبباً للكثير من الأحداث التي مرت بها، فكونها مغلقة بين فكي رحى وسط أراضي أوروبا الشمالية المنخفضة بلا أي حدود طبيعية تحميها، أدى إلى دخولها حروباً غير متكافئة مع ألمانيا وروسيا من أجل البقاء". إن نمو القوى العظمى المجاورة بالإضافة إلى خلل نظام ديمقراطية النبلاء الذي كانت أحياناً ما تعيق قيادة الدولة بكفاءة، تسبب في النهاية في إضعاف الدولة.
تحولت بولندا في القرن 18 من قوة عظمى إلى مطمع سياسي للقوى العظمى المجاورة: النمسا، بروسيا، وروسيا. وفي عام 1772 نجحت تلك القوى في احتلال جزء من أراضيها للمرة الأولى. ولكن ذلك لا ينفي جهود عناصر من النبلاء كانوا يحاربون من أجل إصلاح الوطن. ففي يوم 3 مايو عام 1791 أقر البرلمان البولندي –آنذاك- دستور الدولة الذي كان من المقرر أن يضمن إصلاح وتطوير الدولة طبقاً لروح التنوير. لقد كان ذلك الدستور أول وثيقة مكتوبة من هذا النوع في أوروبا، وثاني دستور في العالم -بعد الدستور الأمريكي- وقد صدر الدستور البولندي قبل صدور الدستور الفرنسي بأربعة أشهر.
ولكن لم ترى بنود الإصلاح التقدمية التي كفلها الدستور النور، حيث سرعان ما قامت روسيا وبروسيا عام 1793 باحتلال أراض بولندية إضافية، ثم وبعد سنتين انضمت إليهما النمسا وقاموا بتقسيم الأراضي البولندية فيما بينهم، مما أدى لاختفاء دولة بولندا تماماً من على الخريطة الأوروبية لمدة 100 عام.
وعلى الرغم من ذلك، لم تستطع تلك القوى العظمى النيل من تعلق البولنديين بالحرية، حيث حاربوا تحت قيادة نابليون، ثم حاربوا من أجل حريتهم وحرية الأمم الأخرى مشعلين الثورات (منها انتفاضة نوفمبر 1830-1831، وانتفاضة يناير 1863-1864) التي نمت خلالها الآداب والفنون، حيث كان البولنديون خلال القرن 19 حاضرين في أحداث القارة الأوروبية.
ثم ظهرت بولنداً مجدداً على خريطة أوروبا عام 1918، وذلك مع نهاية الحرب العالمية الأولى، والتي ترقبتها الأجياال اللاحقة من البولنديين كفرصة لاسترداد سيادة دولتهم. ولكن كان على بولندا أن تتصدى فوراً لإحدى القوتين العظمتين في القرن العشرين، واستطاعت الجيوش البولندية وقف زحف جيوش الاتحاد السوفييتي نحو الغرب وذلك في معركة "بود راجيمينيم" والمعروفة باسم "المعجزة على ضفاف الفيستولا" وذلك عام 1920.
كانت العشرينيات والثلاثينيات من القرن العشرين فترة توحيد الدولة تحت نظام واحد بعد قرن من التقسيم. ظلت بولندا التي تميزت بتعدد القوميات فيها –والتي كانت الأقليات القومية تشكل ثلث مواطنيها- مرتبطة بأسس الديمقراطية، مما ميزها جداً من هذا المنظور عن جارتيها العظمتين: روسيا في ظل حكم ستالين، وألمانيا في ظل حكم هتلر.
كانت بولندا أول دولة أوروبية تقوم في 1 سبتمبر 1939 بالتصدي العسكري لقوى الرايخ الثالث (القوى العسكرية التابعة لهتلر). وفي 17 سبتمبر 1939 تعرضت لهجوم الاتحاد السوفييتي، أدى في النهاية إلى أن قام كل من الاتحاد السوفييتي وألمانيا بتقسيم الأراضي البولندية مجدداً ومحاولة القضاء على كوادرها السياسية والاقتصادية والثقافية.
إن معسكر النازي للتعذيب في أوشفينتشيم (أوشفيتس) وهو الذي تم إنشاؤه أساساً للمعتقلين من البولنديين الوطنيين، ثم تم تحويله إلى واحدة من أكبر المقابر في العالم، حيث لقي حوالي 1.5 مليون فرد حتفهم، من جنسيات مختلفة، بما في ذلك اليهود البولنديون. أما في المناطق التي سيطرت عليها قوات الاتحاد السوفييتي فقد تم نقل مئات الآلاف من البولنديين وترحيلهم لمعسكرات الأشغال الشاقة في قلب روسيا، كما تم قتل مئات الآلاف من الجنود وأفراد الشرطة في معسكرات الاتحاد السوفييتي، ومنها على سبيل المثال معسكر كاتين.
لقد كانت بولندا أحد أوائل ضحايا الحرب العالمية الثانية، وعلى الرغم من عدم تمتعها بالسيادة على كل أراضيها، إلا أنها أصبحت حليفاً هاماً في التحالف المعادي لهتلر. حيث قاتلت الكتائب البولندية في صفوف الحلفاء في أغلب ميادين الحرب العالمية الثانية، كما نشأت في بولندا حركة تحرير سرية على نطاق غير مسبوق في تاريخ أوروبا كلها، والتي كانت تقود (كجيش شعبي) حرباً مسلحة ومهام استخباراتية وتخريبية بالإضافة إلى التعليم الحر والحياة الثقافية.
وقد أدت الاتفاقات التي أبرمها في فبراير عام 1945 كل من تشرتشيل وروزفلت وستالين في ياوتا إلى أنه بدلاً من أن تصبح بولندا بعد الحرب دولة مستقلة ذات سيادة, وجدت بولندا نفسها –ولمدة نصف قرن- تحت سطوة السلطة السوفييتية. فبينما دخلت قبيل انتهاء الحرب العالمية الثانية أقسام الجيش الأحمر لتحرير الأراضي البولندية من أيدي الاحتلال الألماني، جلبت معها تلك القوات ممارسات غريبة عن التقاليد البولندية الخاصة بنظام الحكم والسياسات الاقتصادية.
*********************
منقووووووووول
ابو شهد
رد: تطور الاداب والفنون باوروبا في القرن 19
دروس تاريخية جد جد قيمة هذه التي تقدمها الينا استاذي الكريم أبو شهد
أتمنا لك تألقا وازدهار اكبر
دمت للبستان
أتمنا لك تألقا وازدهار اكبر
دمت للبستان
مواضيع مماثلة
» أوربا خلال القرن 19م >>>> حسان
» تطور طب الأسنان
» تحديات المحاماة في القرن الحادي والعشرين: التكنولوجيا والتغيرات الاجتماعية والاقتصادية.
» هل تحب ان تطور مسنجرك وتتسلى وتمرح به
» تكنولوجيا التحقق من الهوية في تطور مستمر
» تطور طب الأسنان
» تحديات المحاماة في القرن الحادي والعشرين: التكنولوجيا والتغيرات الاجتماعية والاقتصادية.
» هل تحب ان تطور مسنجرك وتتسلى وتمرح به
» تكنولوجيا التحقق من الهوية في تطور مستمر
الصويرة مدينتنا ESSAOUIRA Notre Ville :: صور ومقاطع فيديو :: صورIMAGE :: قسم للمقترحات الجديدة والشكاوي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 17:15 من طرف omnia10
» افضل شركة تنظيف منازل بالكويت باقل الاسعار
أمس في 16:54 من طرف omnia10
» افضل صباغ بالكويت
أمس في 16:42 من طرف omnia10
» افضل شركة شراء اثاث مستعمل بالكويت
أمس في 16:27 من طرف omnia10
» افضل معلم دهانات بالمدينة المنورة بأرخص الاسعار
أمس في 16:14 من طرف omnia10
» ارخص نقل عفش بالكويت|دليلي الشقردي للنقل
أمس في 15:42 من طرف ندا عمر
» افضل خدمات منزلية بأفضل الاسعار-اطلب مهني السعودية
أمس في 15:40 من طرف omnia10
» شراء اجهزة كهربائية مستعملة بأعلى الاسعار|دليل الشقردي
أمس في 15:33 من طرف ندا عمر
» شراء اثاث مستعمل الكويت بأعلى الاسعار|دليل الشقردي
أمس في 15:17 من طرف ندا عمر
» تركيب ستائر ايكيا الكويت بافضل الاسعار|دليل الشقردي
أمس في 15:07 من طرف ندا عمر
» نقل عفش الكويت عمالة امينة فك وتركيب - الدليل
أمس في 15:03 من طرف nadia
» افضل صباغ بالكويت جودة عالية باقل الاسعار|دليل الشقردي
أمس في 14:50 من طرف ندا عمر
» دورة سياسات الاستقطاب والتأهيل
أمس في 14:47 من طرف hadeer_amer
» شراء اثاث مستعمل حوالى بأقل الاسعار|دليل الشقردي
أمس في 14:42 من طرف ندا عمر
» دورة إدارة المشتريات الخارجية والتخليص الجمركي
أمس في 14:37 من طرف hadeer_amer
» شركة تركيب حجر هاشمي وانواع الحجر الهاشمي الناعم بأفضل الأسعار | الحمد للرخام
أمس في 14:31 من طرف nadia
» مقابر وادى الراحة للبيع بأسعار مميزة|الحرمين لبيع وبناء المقابر:
أمس في 14:31 من طرف ندا عمر
» مقابر طريق العين السخنه للبيع بأقل الاسعار وجميع المساحات|الحرمين للمقابر:
أمس في 14:17 من طرف ندا عمر
» مقابر 6 اكتوبر طريق الواحات باقل الاسعار - شركة الحرمين لبيع و بناء المقابر
أمس في 14:06 من طرف ندا عمر
» مقابر القاهرة الجديدة للبيع بأقل الاسعار-الحرمين لبيع وبناء المقابر
أمس في 13:59 من طرف ندا عمر