لمن يريد أن يهاجر........

من طرف أبو شهد الجمعة 20 مارس - 18:35

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

لمن يريد أن يهاجر........

كثيرا مت نسمع هذه الأيام عن الهجرة في مجتمعاتنا العربية, حتى الصغار يتكلمون عنها, هي آفة أصابت أوطاننا, قد يلومني البعض فيقول إنني ربما أضخم الموضوع أو أغالي فيه و قد يذهب البعض إلى حد القول: و ما العيب في الهجرة؟ لقد فكرت في كل هذه التساؤلات لكن أحب لفت جمهورنا العربي أن المشكل ليس في الهجرة فلا ضير في هجرة البعض لكن المشكل هو عندما يصبح أكثر من 80% من العرب يتشاركون نفس الحلم ألا وهو الهجرة و يسعون جاهدين لتحقيقه.

لماذا يهاجرون؟ أهو هروب من الواقع؟ أم هو بحث عن المغامرة؟ أم هي ظروف...........؟؟؟؟؟؟؟

من هنا بدأت رحلة البحث عن أسباب الهجرة, فسألت بعض المهووسين بالهجرة عن الأسباب فمنهم من قال: عسر المعيشة في الوطن الأم و منهم من قال الاضطهاد وكثيرا قال لا يمكنني أن أحقق طموحاتي ولا نجاحاتي إلا هناك. و لما سألتهم أين هناك؟ جلهم أشار إلى أوروبا و البعض الى الولايات المتحدة الأمريكية أو كندا, و بنظرة سريعة على محطات الأخبار في التلفاز ندرك مقدار العداء و البغض الذي تكنه هذه الدول للعرب و المسلمين.

فكيف يكون هذا التناقض؟

هم يتصورون أن وجهتهم هي الجنة على الأرض لكن على العكس, و ابرز دليل هي شهادات من سبقوا في الهجرة, فجميعهم يريد العودة و الاستقرار في أوطانهم بعدما ذاقوا ويلات المهجر و استغلال الغرب لهم.

و دعونا نتكلم بصراحة أكثر, صحيح أن أغلب المجتمعات العربية تعيش في فقر و اضطهاد و لك أن تتصور ما شئت لكن هذا لا يبرر الهجرة, لماذا لا يكون دافع إلى الاجتهاد و محفز للحاق بركب الدول المتقدمة, فدولنا تزخر بجميع المؤهلات لكي تكون من أكثر الدول تقدما اذ هناك من الموارد الطبيعية ما لا يعد و لا يحصى كالبترول و الغاز......الخ, و القوة البشرية (ملايين من الشباب), الموقع الاستراتيجي للعرب, تنوع المناخ و كبر المساحة, تنوع الثقافات....الخ, لكن ما تنقصنا هي الثقة بالنفس و الإرادة.

و أحب أن أوضح أن الغرب لم يكن ليصل إلى ما هو عليه الآن لولا الحضارة الإسلامية العربية, أنظر يا عزيزي القارئ عندما كانت أوروبا غارقة في ظلام الجهل و الفقر و كانت الأندلس شمعة العلم و التحضر, هل هاجروا إلينا؟ أبدا, لقد عملوا بكد و جد و حاولوا مرات و مرات إلى أن أصبحوا هم الأسياد و نحن العبيد.

أنا أقول الآن كفانا رضوخا و استعبادا و هيا بنا لنقوم بثورة على أنفسنا أولا لنطرد مركب النقص فينا, و نعمل لأجل قضية مصيرية لا لمصلحة شخصية تعمق فجوة الانفصال بيننا,,

و في الأخير أدعوا شباب هذه الأمة إلى تحمل المسؤولية لأنه هو أمل الأمة, و أختم كلامي بقول العلامة الجزائري عبد الحميد ابن باديس:

يا نشأ أنت رجاءنا و بك الصباح قد اقترب

خذ للحياة سلاحهـا و خذ الخطوبة و لا تهب

*********************************************

منقوووووووول

ابو شهد