"الكام و الزحام"

تاريخ الانسانية هو تاريخ صراع بين الافكار، و كل فكرة الا و تجمع حولها مناصرون و متحفظون و معارضون. كانت التلفزة في بدايتها شر لا بد منه و صار النت بعد دخوله حيز التطبيق فضاء جمع فيه مختلف الافكار. ولان عالمنا هو عالم المتغيرات بامتياز و عالم البحث الدائم عن الجديد، و لأن الجديد عادة ما يحدث تجادبا فكريا بين المنتصر له و المتحفظ من جدواه و الرافض له بالمطلق.
و لأن "الكام" داخل غرف نحن من اخر الاكتشافات، فطبيعي لها ان تحدث نقاشا لا يصل حد التصادم لكنه نقاش حيوي بكل تاكيد ينم عن وجود افكار مختلفة داخل هذا الفضاء و النقاش الذي خلقته الكام كان عاديا ، لكن الجديد في هذه التقنية هو ان مستعمليها و مشاهديها و الراغبين في مشاهدتها يشتكون من صعوبة الكتابة لحظة تشغيلها ههههههههه كما لو ان الكتابة متوفرة دائما، لان "النعاس " عادة يحل محل الكلام و محل الكتابة ليصبح شخير العالم يسمع بدرجات متفاوتة. و الكام - و هذا من حسناتها - تساهم في خلق زوار "فايقين" باستمرار ينتظرون الفرجة السينمائية متطلعين للنظر في الوجوه ( و ما كرهوش ان الفرجة تكمل و يشوفو كل نسوان الروم و الموقع ههههههههه)
لحظة الكام هي لحظة زحام حقيقية الكل يتطلع ، و الكل يفكر في ان يتطلع لما قد لا يكون متوفرا.
زحام ما بعده زحام، و صور وراء اخرى وعيون ترقب و ايادي متوقفة عن الحركة و مواضيع تائهة بين منتظر لوقت انظلاقتها و منتظر للحظة اشعال الكام ليحذلق في الوجوه
مع كل هذا يبقى الجديد جديدا مع انه يخلق هامش كبير للجدال الا ان ضرورته تتجاوز حدود المأمول و المرجو لتتعد في افق الانتظارات الى تقبل حتى المستغرب و الغريب و المستحيل؛ عالمنا يتحرك و ما علينا الا ان نتحرك وفق اليات تحركه او الانتحار بشكل من الاشكال