@@{}{}{}{ مقاهي الإنترنت فائدة ومتعة.. ولكن! }{}{}{}@@

الانترنت سلاح ذو حدين.. يمكن توظيفه في الخير والشر، ومع دخول مقاهي الانترنت الى المدن الكبرى والمناطق وتوفر خدمتها في المنازل ازداد عدد الشباب الذين يتعاملون معه وكذلك عده مرتادي المقاهي المخصصة له. حتى اصبح ذلك ظاهرة اجتماعية ملفتة للتقصي والدراسة ووضع الحلول الممكنة للاشكالات والافرازات السلبية التي اقترنت بهذه الظاهرة



ومن خلال زياراتنا الميدانية لتلك المقاهي وجدنا: ان نسبة 70% من الشباب زوار دائمون للمقهى، حيث ينفقون في هذه المقاهي ما يقارب ”20 ألف دينار“ اسبوعياً وهي مبالغ كبيرة.
تفتح مقاهي الانترنت في الساعة العاشرة صباحاً وحتى السادسة او يزيد مساء.
المواقع الأكثر استقطاباً
اكثر المواقع جذباً هي المواقع الترفيهية والتي تستهوي اكبر عدد من رواد هذه المقاهي تأتي بعد ذلك مواقع ”chat “ او الدردشة، ومواقع المحادثة حيث تمكن الداخل للانترنت من التعارف على الآخرين والحديث معهم، والباب مفتوح لتعارف الجنسين في اية دولة في العالم وهو متاح باللغتين العربية والانكليزية.
اما المواقع التقنية والعلمية والبحثية فانها تأتي في المرتبة الاخيرة من حيث الزيارة.. والتي غالباً ما يكون روادها الطلبة والباحثين.
لذا يبدو ان اكثر رواد الانترنت هم شباب ومراهقون استحبوا التسلية واللهو وقضاء الوقت... هنا تساءلنا.. اين الرقابة؟!!
صالات الانترنت وغياب الرقابة
وعن موضوع الرقابة الممكنة عمليا واجازة في مثل هذه المقاهي اجابنا صاحب مقهى الشرق للانترنت:
”حاولت الحصول على اجازة رسمية من دون جدوى، وان اي طلب يقدم الى وزارة الاتصالات.. او غرفة التجارة مرفوض لذا فان اكثر صالات الانترنت تفتح هكذا.. حالها حال محال الموبايلات.. وذلك لغياب الرقابة عليها.
ويرى السيد هيثم سلمان صاحب مقهى سبايدر للانترنت غير هذا الرأي حيث يقول: انني حصلت على اجازة المقهى من غرفة تجارة بغداد.. وان اكثر روادها من المثقفين والاساتذة والباحثين الذين يبحثون عن المواقع العلمية والتي تهم اختصاصهم وابحاثهم.
وعن طبيعة المواقع المطلوبة والمرغوبة من قبل رواد هذه المقاهي.. قال: تختلف وتتباين اهميتها حسب المواقع والمناطق الجغرافية ففي المناطق الراقية والمحدودة وقرب الجامعات على الارجح يقتصر انتشارها على فئة المثقفين.. لذا يرتادون المقهى لاجل الدراسة والبحث.. بينما تكون في المناطق الشعبية للتسلية وقضاء الوقت، ونادراً ما تستخدم لاغراض الاتصال وطلب المعلومات.
الانترنت يستهوي الجميع
وحسب رأي بعض اصحاب هذه المقاهي فان اغلب الفئات العمرية التي تتواجد يومياً تقريباً هي من الشباب والمراهقين، والذين تتراوح اعمارهم من 17- فما فوق واكثر زبائن المقهى من خريجي الكليات الذين لم يجدوا فرصاً للعمل، ويشكل حضورهم للمقهى بالدرجة الاساس لسد الفراغ وتصفح مواقع قد يجدون فيها ضالتهم المفقودة.
وعن المواقع التي تستهوي هؤلاء يقول السيد جمال كريم صاحب مقهى الشرق: من خلال تعاملنا اليومي معهم، فأنها تختلف كل حسب ثقافته وحاجته، فاستاذ الجامعة وطلبة الدراسات يرتادون مقهانا للاستفادة من مواقع المعلومات، وتصفح الكتب الثقافية والعلمية. اما الشباب وخاصة المراهقون بالذات فهم يفضلون مواقع التسلية واللهو، كمواقع التعارف والمراسلة وغيرها. والرقابة محدودة وتكاد تكون معدومة كلياً على الزبائن ومواقعهم التي يتعاطون معها فهم يرفضون ذلك بشدة ولكننا نحذرهم من المواقع الاباحية المثيرة للفتن والفساد.
وعن ارتياد النساء لهذه المقاهي يقول السيد جمال كريم: ان ارتياد النساء بنسبة قليلة حيث تأتي المرأة لتطلب الاتصال بذويها عن طريق ”التشات“ وهي طريقة غير مكلفة مادياً اذ بالامكان الاتصال بمن ترغب ولساعات طويلة وتصل كلفة الساعة الواحدة في اغلب صالات الانترنت ما بين ”1500-2000 “ دينار.. وقد يأتي بعضهن لينال خدمة علمية كتصفح موضوع علمي جدير باهتمامها او لكتابة تقرير مطلوب البحث فيه. وهذا ايضا يختلف حسب المناطق والمدن.. وهو شيء طبيعي.
اما ما يخص الارباح اليومية التي تردنا، فهي تتفاوت بين الحين والآخر، وتنشط في العطل والاعياد، وبالتالي نجد فيها مردوداً جيداً.
العالم بين أيديهم
فرصة لقاء رواد صالات الانترنت لم تكن صعبة، حيث تواجدت النماذج داخلها وتفاوتت اهمية وجودهم من شخص لآخر، حيث رأينا طلاب الجامعات والدراسات العليا والشباب والمراهقين..
”مصطفى احمد “. 21 عاماً.. طالب في كلية الصيدلة.. يقول: ”كلما اردت الحصول على معلومات علمية وطبية لاجل البحث او الاستفادة .. اذهب الى صالة الانترنت واجد فيها كا ما يوفر لي ولابحاثي المعلومات والتقارير كذلك استطيع الاتصال باصدقائي في الجامعات العالمية عندما احتاج الى سؤالهم عن احوالهم. او حتى ليساعدوني في ارسال ما يمكن من الكتب والملازم الطبية.
آفة الفراغ
”حارث محمد“ طالب معهد التكنولوجيا.. يقول: ارتاد صالات الانترنت كل يوم تقريباً، ولا اجد مشكلة في ذلك، لاننا مجموعة من الطلبة نلتقي هناك ونتبادل المعلومات ونتصفح المواقع التي نجد فيها ضالتنا ويمكننا الاتصال بالعالم الخارجي.. اما المتواجدون من الشباب الآخرين، فانهم يتصفحون المواقع التي يجدون فيها ما يشبع رغباتهم وتسليتهم، واكثر من يرتاد المقاهي فئة المراهقين الذين يقضون فيها اوقات فراغهم.
عن ذلك كانت وقفتنا معهم وسؤالنا كان ماذا تتصفح، واي المواقع ترغب؟
”سامر“ 17 عاماً قال: يشكل الانترنت ولعاً واثارة لي اقضي فيه اوقاتي، واتصفح ما يملأ فراغي الذي لم اعثر على ما يسده بعد تركي للدراسة، وغياب فرص العمل.. فلقد تعرفت على العديد من الاصدقاء والصديقات.. ووسع الانترنت معارفي ومن هذه العلاقات اصبحت اهتم جداً بتطوير علاقاتـي وكان فرصة لي للتسـلية.. وكما اتصفح احياناً المواقع الاخـرى التي اجد فيها الكثيـر مما لا نراه في الصحف والقـنوات الفضائية.. فيجـدد رغبتي في دخـول الانترنت يومياً.
تسلية وتواصل
ويقول (منار) 18 عاماً: لطالما ادهشني الانترنت وبت لا احبذ اي مكان غيره.. فالوقت يأخذني دائماً وانا اجلس بالساعات اتابع واتصفح كل شيء.. وكل موقع يأخذني الى آخر.. يشغلني لساعات انسى فيها نفسي.. وهذا شكل لي ولعاً وتمسكاً به خاصة وان مصروفي يصرف على ذلك بالكامل!!.
الانترنت باب لعلاقات جديدة
عندما زرنا صالات الانترنت، كانت حصة تواجد الشباب اكثر مما كنا نتوقع.. والسبب قد يكون معروفاً، حيث بات واضحاً ما للدور الذي تلعبه هذه الصالات في استقطاب الشباب والمراهقين نحو المواقع الاكثر اثارة!!
وهذا ما جعل الفتيات غير راغبات في التواجد هناك الا بعضهن اللواتي يتصلن بمعارفهن.. لاجل التحدث عبر (الماسنجر) مع شقيقتها او قريبتها في الخارج.. ومنهن وهن قليلات من تبني علاقات مع صديقات قد تعرفن عليهن من قبل.
وحول المصاعب التي تواجههن قالت (سلمى) 25 عاماً خريجة كلية التربية الرياضية.. والتي بدت اكثر جرأة في التحدث: الان لا توجد مشاكل او مصاعب كبيرة.. المسألة طبيعية جداً ومقاهي الانترنت متوفرة في كل مكان.. صحيح ان الاجور مرتفعة نسبياً، ولكن فائدته اكبر.. نطلب من الآخرين ان لا يفهموا تواجدنا في الصالات لهواً وتسلية فقط.
الدراسة عبر الانترنت
عدد من الطلاب يدرسون عبر الانترنت، ويراسلون جامعات عالمية هناك.. عن هذا يقول السيد (مهدي جواد) 40 عاماً انتميت الى الجامعة العالمية في لندن، وحصلت على الموافقة في اكمال دراستي فيها عبر الانترنت، وانا الان في المرحلة الثانية.. لذا اجد ان الانترنت وفر لنا فرصة التعليم العالي وشهادات نتمنى ان يعترف بها.
الانترنت في البيوت
يعد تواجد الانترنت في البيوت اهم حالة تطور تشهدها العوائل والتي يتمتع افرادها بهذه الخدمة.. حيث بدأت اكثر البيوت تنجز وتسرع في نصب اسلاك المنظومة.. حتى مع غلاء اسعارها واشتراكها، فلقد وصل سعر المنظومة الى ”100 “ دولار.. وقيمة الاشتراك الى ”40 “ دولاراً شهرياً.. ومع هذا حرصت اغلب العوائل على ايصال هذه الخدمة اليهم رغبة في خدمة افراد العائلة.
ولكن هل يستخدم هذا الجهاز المثير بتقنياته العديدة داخل البيوت للفائدة والاستخدام الامثل فقط!؟.. ام له مردودات سلبية.
ينصح الخبراء بوضع جهاز الكمبيوتر في غرفة المعيشة التي تعد اكثر حجرات المنزل استخداماً، كي نمنع مستخدميه من الانعزال والانفراد بالجهاز، ومحاولة السيطرة على المواقع التي يتصفحونها، فالمراقبة يمكن ان تكون العلاج الشافي لاساءة استخدامه.
الانترنت يهدد العلاقات الزوجية
سبق وان اثرنا هذا الموضوع في اعداد الملحق السابقة، حينما وردتنا المشاكل التي حدثت بين الازواج عندما يكون الزوج تحت سيطرة الانترنت بعلاقات وصداقات مشبوهة وغير بريئة، هذا لان الانترنت في البيوت يقتصر استخدامه على الرجال كالاب والابن، وقد تميل الزوجة احياناً لمعرفة اسرار ذلك حينما تترتب على وجوده خيانات زوجية هدمت العلاقات الاسرية ويبدو انه اصبح العدو الاول لزعزعة استقرار الحياة الزوجية، فبسببه اكتشفت الخيانات الزوجية والتي اصبحت اكثر سهولة وايقاعاً وتحول الانترنت الى جاسوس خطير وعلى مستوى من السحر والاثارة، ويرجع سر الاقبال الى سهولة وسرعة الخطوات المتبعة، حيث من السهولة لاي شخص اقامة علاقة وهو في مكانه مع عدد لا حصر له من النساء مع انعدام الرقابة، حيث تبدأ اولاً بلعبة او مغامرة صغيرة.. والنتائج غالباً ما تكون سيئة، بسبب هذه اللعبة الطائشة.
وعلى ذلك لابد من ان ننصح الزوجات الا يتركن ازواجهن فريسة للانترنت، وان تزيد مساحة الحوار والمشاعر والاحتواء حرصاً على الحياة، وحتى لا تزيد اعداد ضحاياه!
رأي الاخصائي الاجتماعي
وعند عرضنا لنتائج هذا الاستطلاع امام المتخصص الاجتماعي الدكتور يوسف عناد زامل العائدي.. جامعة واسط.. كلية الآداب كانت اجابته: ”ان مقاهي الانترنت او الصالات الان منتشرة في بغداد والمحافظات الاخرى وهي حالة صحيحة لمواكبة تطورات العلم الحديث بصورة مباشرة من كل انحاء العالم لاسيما ما يتعلق بالعلوم الطبيعية والانسانية، الامر الذي لم نحصل عليه الا بعد عام 2003، ولم نواكب هذه التطورات الا هذه السنوات القليلة.. فكان الانترنت خير عون لنا بعد ان حرمنا من تكنلوجيته لسنوات كثيرة.
اما ما يتعلق باثر هذه التقنية عند استخدامها في المقاهي والصالات لاسيما الشباب والمراهقون فله تأثير سلبي اذا ما أسيء استخدامه، والدخول الى مواقع تؤثر سلباً على الاسرة كذلك.. وليس على الشخص فقط.. وهذه السلبية شبيهة بجهاز ”الستلايت“ والقنوات الفضائية السيئة.. ولكن الانترنت بلاؤه اعظم، لانه يعتبر بعيداً عن رقابة الاسرة وقد يؤثر سلباً على تربية وتعليم الابناء، ويؤدي الى نتائج غير محمودة على مستوى السلوك، وقد يؤدي الاستخدام السيئ لبعض المواقع السيئة التي تؤثر في اخلاق الابناء الى هاوية الانحراف والجريمة.
ولكن تبقى لمقاهي وصالات الانترنت آثار ايجابية لعلوم كثيرة كتعلم اللغة الانكليزية او الاطلاع على الكتب الحديثة والبحوث التي قد يستطيع الطالب الافادة منها.
لكل داء دواء
ما هي الحلول والمعالجات للحالات السيئة؟
- من المعالجات الصحيحة توفير مراكز ووحدات حاسبات مؤسسية تابعة لوزارة التربية او التعليم العالي او الداخلية لغرض تنظيمها تنظيماً مؤسسياً واعتبارها واجهة اعلامية تفيد ابناء المجتمع بشكل ايجابي من خلال وضع آلية او تحديد مواقع جيدة.. او الاعتماد على كاميرات مراقبة في المقاهي والصالات التجارية.