حوار مع الناشط السياسي محمد تمالدو

حوار مع الناشط السياسي محمد تمالدو

2008-11-21

تحدث محمد تمالدو، رئيس شبكة الليبراليين العرب المحدثة مؤخرا، لمغاربية عن أهداف منظمته وجدول أعمال اجتماع في مراكش سينطلق السبت.

حوار أجراه عمران بينوال لمغاربية من الدار البيضاء – 21/11/08

[عمران بينوال] محمد تمالدو، رئيس شبكة الليبراليين العرب المحدثة مؤخرا قال إنه لا يمكن حل مشاكل المنطقة بإغلاق الحدود.

من المقرر اجتماع أعضاء شبكة الليبراليين العرب من البلدان المغاربية على مدى يومين ابتداء من السبت 22 نوفمبر في مراكش لمناقشة القضايا الراهنة التي تواجه المنطقة.

الشبكة الجديدة تأسست في يوليو 2008 بالقاهرة من قبل ممثلين عن الحركات الليبرالية عبر الوطن العربي. محمد تمالدو، رئيس الشبكة وعضو المكتب السياسي للاتحاد الدستوري المغربي، تحدث مؤخرا لمغاربية عن الاجتماع المرتقب للمجموعة.

مغاربية: ما هو الهدف من عقد هذا اللقاء؟

محمد تمالدو: هذا الاجتماع يدخل في سياق الأنشطة التي وضعها المكتب التنفيذي خلال اجتماعه الأخير في تونس الشهر الماضي. حيث تقرر تنظيم مجموعة من الأنشطة. وعلى سبيل المثال، نظم في أكتوبر الماضي نقاشا حول طريقة مقاطعة الشباب للسياسة. واقترح المشاركون تأسيس منظمة تجمع الأجنحة الشابة في الأحزاب الليبرالية في الدول العربية.

وخلال الشهر الجاري، سننظم اجتماعا آخر يجمع كافة الأحزاب السياسية الليبرالية من البلدان المغاربية.

مغاربية: ما هي مواضيع جدول أعمال اجتماعكم؟

تمالدو: سنناقش قضايا تهم المنطقة. فالمنطقة التي تغطيها البلدان العربية تتكون من عدة مناطق وليست مجرد منطقة عربية واحدة. فكل جزء من الدول العربية له مظاهره الجغرافية الاستراتيجية والتاريخية الخاصة. وارتأينا أنه من الأفضل تخصيص هذا الاجتماع لمواضيع تهم بشكل مباشر المنطقة المغاربية فقط. وعلى سبيل المثال، سنتحدث عن علاقة الدين بالسياسة والطريق التي ينبغي على الليبرالية سلكها لإيجاد الحل الأمثل لترسيخ الديمقراطية مع احترام القيم الثقافية والحضارية والإسلامية.

ومن بين المواضيع الأخرى التي سيتم التطرق إليها الإكراهات الاجتماعية والاقتصادية في بلدان المغرب العربي ونظرة الأحزاب الليبرالية للتغلب عليها وخاصة في سياق التغيرات الراهنة. كما سيتم مناقشة موضوع الحرية وكيفية استغلالها كعامل في التنمية من خلال الممارسة والتكوين عوض النظر إليها كشيء مخيف.

وقبل اختتام الاجتماع، سننظم نقاشا مفتوحا بتركيز أكبر على الجانب الدولي يخص الأزمة الاقتصادية وآثارها على البلدان في المغرب العربي. وهنا سنتمكن من التعرف على الروابط بين هذه الأزمة والمواقف الإيديولوجية خاصة أن هناك بعض اللبس ومحاولة تصوير الرؤية الليبرالية على أنها إحدى أسباب الأزمة الحالية.

ولهذا نريد مناقشة كافة هذه القضايا في جو من الشفافية والانفتاح.

مغاربية: ما هي الطبيعية الحقيقية لهذا الاجتماع؟ هل هو نقاش للآراء أو اجتماع مؤسساتي بين الأحزاب؟

تمالدو: إنه اجتماع سياسي وتنظيمي في آن واحد لمناقشة الآراء لأن المشاركين هم أساسا الأحزاب السياسية. ستكون هناك أربعة أحزاب سياسية من موريتانيا ستكون ممثلة من قبل كتابها العامين. كما سيشارك الحزب الليبرالي الاجتماعي التونسي والتجمع من أجل الحرية والديمقراطية من الجزائر والذي سيشارك بوفد كبير وحزبا الاتحاد الدستوري والحركة الشعبية من المغرب.

مغاربية: هل سيتم التطرق لموضوع الإرهاب في النقاش؟
تمالدو: حتما فهذا الهاجس متضمن في كافة القضايا التي سنناقشها. ربما لم نشر إليه بشكل واضح لكننا سنتطرق له حتما عندما نناقش مسألة الحرية ومسألة العلاقة بين السياسة والدين أو حتى عندما نطرح موضوع الإكراهات الاجتماعية والاقتصادية.

البلدان العربية معنية بشكل خاص بشبح الإرهاب لأنه يضرب في كافة المناطق التي تعاني من الأمية وحيث تغيب الديموقراطية وحيث تكون الظلامية حاضرة بشكل كبير. لهذا السبب، نحن نعمل في هذا الاجتماع على تسليط الضوء على الفكر الليبرالي والقيم الإنسانية التي يمكنها أن تحرر الناس وتجعلهم أكبر مسؤولية عن حياتهم وحياة الأشخاص المقربين لهم في إطار أوسع من الانفتاح وحماية الإنسانية عموما.

مغاربية: كيف تقيم التعاون بين بلدان المنطقة؟

تمالدو: نعتقد أنه من العار وجود مسؤولين يعتقدون أن إغلاق الحدود بين الشعوب قد يساعد على حل المشاكل أو أنه سيفيد طرفا معينا. نحن في عالم يمكنه فقط أن يدور من خلال الانفتاح. هذا يعني انفتاح للآراء والقيم الروحية وأيضا المناطق الجغرافية. أعتقد أننا سنتطرق لهذه المشكلة بشكل أو بآخر خلال اجتماعنا في مراكش. ذلك أنه عند اجتماع مسؤولي الأحزاب من البلدان المغاربية، سيحرصون على مناقشة المشاكل التي تهم بلدانهم. وسيحاولون إيجاد الحلول حتى وإن كان ذلك على المستوى النظري، لأن القرارات الحقيقية تبقى بيد المسؤولين في السلطة. لكننا سنناقش الموضوع وسنحاول اقتراح بعض الحلول.

من موقع مغاربية